٢٥ ربيع الآخر ١٤٣٣

الصين: التغيير أمر لا مفر منه


"الصين تحتاج الى الاصلاح السياسي، أو قد تتكرر مأساة "الثورة الثقافية". اثار هذا البيان لرئيس مجلس الدولة ون جيا باو ضجة كبيرة في وسائل الإعلام العالمية. وقد جاء ذلك في مؤتمر صحافي بعد انتهاء  جلسة مجلس الشعب.
تم الاعلان عن الثورة الثقافية  العظيمة  في الصين من قبل ماو تسي تونغ عام 1965 كحملة للقضاء على المعارضة. ونتيجة لذلك، تمت تصفية الكثير من النخبة المثقفة. ودخلت البلاد انذاك لمدة عشر سنوات في أزمة سياسية واقتصادية.
اشار ون جيا باو فى خطابه انه  ظهرت مشاكل جديدة مع تطور اقتصاد السوق في البلاد. مثل التوزيع غير العادل للثروة والفساد. حيث قال "لدي اقتناع راسخ أنه من أجل حل هذه المشاكل  ينبغي اجراء ليس فقط  التغيرات الاقتصادية ، ولكن أيضا اصلاح النظام السياسي".

ان  اهتمام وسائل الإعلام  بكلمته التي القاها  يؤكد فكرة خروج ون جيا باو  من الحزب ومن مناصب الدولة بعد  مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني ، المقرر اجراؤه في خريف هذا العام. انه بيان صاخب  يمكن اعتباره  تمهيدا لنقل السلطة المرتقبة، فيما قاله استاذ العلوم السياسية دينيس تيورين: لا يستحق كل هذه المبالغة  ما قاله رئيس مجلس الدولة ون جيا باو  حول ضرورة الإصلاح السياسي في الصين. ربما هذه هي رسالة  لزعماء البلاد الجدد كي يواصلوا سياسة الإصلاحات المتعاقبة  من اجل تشكيل نظام سياسي تعددي من  نوع جديد. الآن تواجه الحكومة الصينية جيل جديد من الشباب الذين يمتلكون دخلا مرتفعا ، و لديهم  علاقة جيدة مع الانترنيت  بالاضافة الى اهتماماتهم  بالثقافات  الأجنبية. في ظل هذه الظروف، يتطلب التطوير الداخلي للنظام السياسي في الصين  بعض الليونة والتخفيف من  الحدة السياسية.
وفي الوقت نفسه، كانت الاستنتاجات الاولى من خطاب رئيس الوزراء بالفعل تنحي سكرتير لجنة الحزب الشيوعي  لبلدية تشونغتشينغ، أكبر مدينة في البلاد - بو شى لاى. وهو واحد من قادة الجناح المحافظ في الحزب الشيوعي حيث يعتبر انصار هذا التيار المحافظ ان اللبرلة في الحزب ستدمر البلاد . اليكم ما قاله  نائب مدير معهد دراسات الشرق الأقصى في موسكو التابع لاكاديمية العلوم الروسية سيرغي لوزيانين ان الاقبال  على  الإيديولوجية اليسارية في ظروف ارتفاع التفاوت الاجتماعي لا يزال قائما وتابع يقول :
تظهر  في الصين، من بين النخبة الحزبية ، وحتى من أوساط الطبقة الحاكمة مجموعة كبيرة من اليساريين الجدد الذين يعتبرون ان هذا المستوى الحالي الذي وصلت اليه  الصين من الليبرالية البرجوازية يشكل تهديدا للبلاد. يلفت اليسار الجديد الانتباه إلى الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة، وخصوصا في الريف. ففي  عملية التركيب  بين الاشتراكية والرأسمالية  يميل اليساريون الى الاشتراكية.
ووفقا  للبرفسور لوزيانين، التحضير للمؤتمر 18 للحزب الشيوعى الصينى سيصبح موسم سياسي ساخن جدا. وفي نهاية المطاف، وسوف تحدد وسيلة للذهاب الى المزيد من الإصلاح في الصين.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار