٠١ ربيع الآخر ١٤٣٣

الصينيون يتسابقون على وظيفة في فوكسكون رغم تحقيق عمالي مع الشركة


لا تواجه شركة فوكسكون تكنولوجي الصينية أكبر صانع لمنتجات أبل في الصين أي مشكلة في جذب عمال جدد رغم سمعة الشركة كبيئة عمل فظة والتي أخضعتها لتحقيق شامل في ممارساتها الخاصة بالعمال.
و في يوم ملبد بالغيوم في ضاحية شنتشن الصناعية احتشد الالاف من طالبي العمل بينهم كثير من النازحين من الريف خارج البوابة الشمالية لمصنع فوكسكون العملاق في لونغوا للمشاركة في حملة توظيف تهدف لتوفير السواعد اللازمة لتلبية الطلبيات التي لا تتوقف من أنحاء العالم لاجهزة اي فون واي باد.
و في حين أغلقت الشرطة الطرق في المنطقة نظم مسؤولو الشركة الشبان الراغبين في العمل في صفوف وأمطروهم بوابل من الاسئلة قبل أن يقتادوهم في مجموعات صغيرة الى مبنى لتسجيل أسمائهم واخضاعهم لاختبارات بدنية ونفسية.
و قال وانج جين تاو (19 عاما) أحد الراغبين في العمل وينتمي الى اقليم هوباي في وسط البلاد "كما ترى كل واحد هنا يريد وظيفة... منذ أسبوعين وأنا اتي كل يوم. قد يحالفني الحظ اليوم."
و رغم السمعة التي لاحقت الشركة بعد سلسلة من حوادث انتحار العمال سنة 2009 والتي كشفت عن ثقافة عمل شديدة القسوة تشبه النظم العسكرية يرى كثير من العمال في الشركة جهة عمل منظمة وعادلة رغم صرامتها في البيئة الصناعية الفظة التي توجد بها فوكسكون.
وكان أوريت فان هيردين رئيس رابطة العمل العادل التي تتخذ من واشنطن العاصمة مقرا قال لرويترز في مقابلة يوم 15 فبراير الجاري ان "المنشات من الطراز الاول والظروف المادية أعلى بكثير جدا من المعدل المتوسط."
و تجري الجمعية دراسة موسعة بتفويض من أبل على ظروف العمل لدى أكبر ثمان شركات توريد في الصين تعمل لصالح أبل منها فوكسون أكبر شركة تصنيع في العالم والتي يعمل بها قرابة 1.2 مليون عامل في الصين وحدها.
و وصف تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل التحقيق بأنه مراجعة "لا يسبق لها مثيل" لتخفيف الانتقادات القائمة منذ فترة طويلة والتي تقول ان بعض موردي الشركة يسيئون معاملة العاملين.
و رغم أن فوكسكون أعلنت أخبارا ايجابية تمثلت في رفع أجور العمال الصينيين بنسبة تتراوح بين 16 و25 في المئة اعتبارا من الشهر الجاري قال كثير من العمال بمصنع لونغوا ان الادارة فرضت في المقابل رسوما على غرف اقامة العمال والوجبات الغذائية التي كانت مجانية في السابق مما أدى لتاكل ما يتوفر للعامل من أجر صافوأعلنت الصين أنها تستهدف زيادة الاجور بنسبة لا تقل عن 13 في المئة حتى عام 2015 بسبب معدلات التضخم شديدة الارتفاع التي تنال من مدخرات العمال.
و ارتفع متوسط الاجر الشهري للعمال الصينيين المهاجرين البالغ عددهم 158 مليون نسمة بنسبة 21.2 في المئة في 2011 مقارنة مع 2010 الى 2049 يوانا بينما تزيد الاجور عن ذلك بالمناطق الساحلية الاكثر تطورا مثل قوانغدونغ.
و رغم الانتقادات التي تواجهها فوكسكون ما زالت تمثل في نظر الكثيرين وظيفة الاحلام بالمصانع حيث توفر استقرارا مهنيا أفضل وظروف معيشية أرقى من كثير من المصانع الصغيرة التي تكافح ارتفاع التكاليف وتراجع الطلبيات من المستهلكين الغربيين وسط استمرار الضبابية الاقتصادية العالمية لاسيما في أوروبا.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار