٢٧ ربيع الأول ١٤٣٣

محللون صينيون يحذرون العالم العربي من الوقوع في "مكيدة الغرب"


حذر محللون صينيون العالم العربي، من الوقوع فيما وصفوه بـ "مكيدة الغرب". وقالوا إنه إذا أفضت التغيرات السياسية بالمنطقة العربية إلى قوى منحازة كليا للغرب، وتجعل مصيرها في أياد خارجية "فيا خيبة مسعى الأمة العربية، لأن نهضتها ربما ستكون سرابا يحسبه الظمآن ماء".

وقال هؤلاء المحللون ، خلال برنامج حواري بالتليفزيون الصيني المحلى، إنه "بالنسبة للدول النامية التي تشهد نموا واسعا، بما في ذلك الصين، فإن التدخل الغربي في الأزمة السورية سيؤثر عليها تأثيرا كبيرا"، وهو ما وصفوه بـ"المنعرج الخطير للعلاقات الدولية، كما سيمثل أحد مظاهر توسع سياسة التدخل التي تقودها الدول الغربية، وهي أحد التحديات الهامة التي سوف تواجهها الدبلوماسية الصينية".

وأضافوا أنه "بالنظر إلى كل بلد عربي على حده، يمكن ملاحظة أن إختلاف مستويات التدخل الأجنبي كانت وراء الاختلاف الكبير في نتائج موجات الاحتجاج الشعبي والثورات التي شهدتها العديد من الدول العربية"، موضحين أن "التدخل الغربي يعد أكبر العوامل الخارجية المؤثرة على اتجاه الأزمات السياسية في العالم العربي، وأن اختلاف حسابات المصالح والحسابات الجيوستراتيجية الأمريكية الأوروبية المتعلقة بكل دولة، دفع الغرب إلى تكتيك براجماتي صرف تجاه تقدم الوضع السياسي في العالم العربي، عبر اعتماد معايير مختلفة ومزدوجة".

وأعطى المحللون الصينيون أمثلة منها، التدخل العسكري الغربي في ليبيا للإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي، وقالوا إن هذا لم ينفع مع مصر حيث قام الغرب بمجاراة الوضع حسب مجريات الأحداث، وذلك ما أسموه بـ"الغطاء الدبلوماسي الذي اتخذته أمريكا تجاه البحرين والسعودية وبقية سياسات الدول الخليجية، وهو ما يشير إلى اعتبارات متعلقة بالمصالح".

وقال المحللون إنه "لو اعتمد الغرب تجاه البحرين نفس السياسة التي اتخذها ضد ليبيا، لكان من الصعب على البحرين اليوم أن تتجاوز الأزمة، بل ظهرت حالة ليبية ثانية منذ وقت طويل" .. مشيرين إلى أن "الحكومة السورية الحالية ليست مبرأة، فعائلة الأسد تتوارث السلطة وهي غارقة في الفساد حتى أذنيها، كما تعاني سوريا من حالة ركود اقتصادي، وتدهور لمستوى معيشة الشعب، وعدم تقدم خطوات الإصلاح وغيرها، لكن التدخل الخارجي لعب دورا كبيرا في استدراج الوضع السوري نحو الحرب الأهلية، مشيرين إلى أن عوامل التدخل الخارجي في سوريا هي الأبرز بالمقارنة مع بقية الدول العربية التي تشهد تغيرات".

ومضى المحللون الصينيون في توضيح وجهة نظرهم فقالوا إنه "إذا نظرنا من حيث التسلسل الزمني، فإن الوضع السوري لم يكن مختلفا كثيرا عن بقية الدول العربية الأخرى حتى نهاية مارس 2011، بل أن سوريا كانت آخر الدول العربية التي اندلعت فيها الإضرابات والثورة، لكن اندلاع الحرب الليبية مثل إلهاما كبيرا للمعارضة السورية، كما دفع إلى تغيير نمط الصراع الذي تتبناه المعارضة من المقاومة السلمية إلى الصراع المسلح، وغير أهداف الصراع من الإصلاح السياسي إلى قلب النظام".

وأشاروا إلى أن "الدول الغربية جاهدت للدفع بالأزمة السورية لتكون نسخة ثانية من الحالة الليبية، ومنذ البداية أصرت على اعتماد دبلوماسية الإطاحة بالسلطة السورية الحاكمة بدءا بالضغوط الدبلوماسية إلى العقوبات الاقتصادية وحظر السلاح والضغط على الجامعة العربية لاستصدار قرارات بمجلس الأمن، وفي نفس الوقت إفساح المجال الدبلوماسي للمعارضة ودعمها اقتصاديا وعسكريا"، موضحين أن "الغرب أعتمد كافة سياسات الدعم خارج إطار التدخل العسكري المباشر، للإطاحة بحكم بشار الأسد، وبذلك، فقدت السياسات الغربية توازنها بين السلطة الحاكمة والمعارضة، الأمر الذي مثل السبب الجذري لاتجاه الوضع السوري نحو الحالة الليبية".

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار