٢٩ ربيع الأول ١٤٣٣

علاقات الولايات المتحدة و الصين ليست النموذج المطلوب


لو يحكم على الزيارات من خلال البروتوكول فإن زي جينبنغ محق في أن يكون سعيداً بمهارات الضيافة عند باراك أوباما . فالرجل الذي سيستلم رئاسة الصين من السيد هو جنتاو بعد عشرة أشهر من الآن قد أعطي استقبالاً مميزاً على بساط أحمر مؤخرا . ولم يستقبل أي نائب للرئيس بإطلاق المدافع 19 طلقة تحية لقدومه أو عقد اجتماع له مع الرئيس في المكتب البيضاوي .

وحتى لم يصادف أي نائب للرئيس احتمال أن يتجاوز الاقتصاد الصيني نظيره الأمريكي ربما في وقت وجوده في الحكم حيث بات من المقرر أن يقود السيد زي الصين حتى  2023 . وعليه فإن السيد أوباما يقوم باستثمار حكيم مقدما في أهم علاقات ثنائية مستقبلية في العالم .

وهذا على صعيد اللياقة أما في الجوهر على الأرض فيبدو أن الشريكين الاستراتيجيين متباعدان بشكل كبير سواء على صعيد النمو المستمر للعجز التجاري الذي ضرب رقما قياسياً ب 295 مليار دولار لمصلحة الصين أو حتى الفيتو الصيني في الأمم المتحدة مؤخراً حول سوريا ما يجعل الخلافات تتنامى . وقبل ثلاث سنوات قام الرئيس أوباما بزيارة غير مرضية هي الأولى من نوعها إلى الصين وعرض فيها على مضيفيه شراكة الدولتين العظميين للتعاطي مع المشاكل العالمية . ورفض اقتراح السيد أوباما . واليوم ينفذ الرئيس الأمريكي الذي أصبح أكثر خبرة “محورا إلى آسيا” مدفوعا إلى حد كبير بجيران الصين وفي الوقت نفسه بالتفكير الاستراتيجي الأمريكي .

وبحكم السياق هل سيساعد تبادل الإشارات؟ قد يكون ذلك طموحا زائدا عن اللازم فالسيد أوباما انتقد الهجوم على المحتجين الصينيين وعلاقاتها الحميمة مع دول مثل كوريا الشمالية وإيران . واشتكى أيضا من سرقة حقوق الملكية الفكرية والخفض الدائم للريمنبي مقابل الدولار . ومع هذا فقد كان السيد أوباما حذرا عندما غلف كلماته بورود “الفالنتاين الحمراء” .

وكان السيد زي أكثر تقيدا بالنص عندما قال إنه ليس من المدهش أنه سيتسلم زمام الأمور في بيجنغ . وعندما سأل السيد زي مستقبليه أن يتوقفوا عن تسييس القضايا الاقتصادية أشار إلى أنه يتفهم الانقلاب في الانتخابات العامة الأمريكية . وأعلن السيد أوباما مؤخرا أنه سيؤلف وحدة جديدة مهمتها مراقبة الممارسات التجارية غير العادلة والتي كانت على ما يبدو موجهة للصين . ويَعد ميت رومني الذي يبقى أقل المرشحين الجمهوريين حظا أن يسمي الصين كمتلاعب بالعملات . وفي وسط انتقال القيادة في الصين وإمكانية حصول تحول مشابه في الولايات المتحدة لا يبدو عام 2012 عام الاختراقات الدبلوماسية .

ومع ذلك يوجد أساس للثناء على السيد أوباما لطريقته في التعاطي مع العلاقات الأمريكية الصينية وكذلك حثه على بأن يكون أكثر جرأة . وفي حين كان السيد أوباما ساذجاً عندما كان يأمل بأن تتعاون معه الصين في حل مشاكل العالم الكبرى إلا أنه بدأ يبني علاقات حميمة مع دول مثل استراليا وفيتنام وكوريا الجنوبية والهند . وفي الوقت نفسه يعرض تسهيل صعود الصين، القوة غير الناضجة بالشكل السلمي . ويدرك السيد أوباما أنه على الولايات المتحدة أن تجر الصين نحو الاشتباك بدلاً من الانزلاق إلى المنافسة الصريحة معها .

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار