١٣ ذو القعدة ١٤٣٢

التقدم العسكري الصيني.. ترى إلى أي مدى ذهب؟

أثار التقدم العسكري الصيني الذي كان أسرع مما كان متوقعا قلق الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين ومن الممكن أن يساعد وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاعون) على التصدي لإحداث تخفيضات أكبر في نفقات الدفاع كما لوح البعض في بعض أروقة الكونغرس.

لكن على الرغم من أن تطور جيش التحرير الشعبي الصيني فاق التوقعات العسكرية الأميركية فإن هناك إدراكا داخل الپنتاغون بأن بعض قدراته التقليدية مازالت في طور المهد.

بدأت أولى حاملات الطائرات الصينية ـ وهي السفينة «فارياج» التي أجريت عليها تعديلات من العهد السوفييتي وكانت الصين اشترتها من أوكرانيا.

وذكرت مصادر صينية أن بكين تصنع أيضا حاملتي طائرات محليا وهي مقولة يعتقد الجيش الأميركي أنها مضللة على أفضل تقدير.

قال الاميرال روبرت ويلارد قائد القوات الأميركية في المحيط الهادي لـ «رويترز»: «السفينة الوحيدة التي لم نر سواها وتحدثوا عنها أيا كانت درجة مصداقيتهم هي فارياج.. هذه السفينة على سبيل التحديد هي التي أبحرت».

لكن حاملة الطائرات المعدلة التي تعود للعهد السوفييتي لم تعمل بكامل طاقتها بعد. ولن تتمكن الصين ـ وهي آخر عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يصبح له حاملة طائرات ـ من تشغيل حاملة بشكل فعال وعلى متنها أي طائرات قتالية لسنوات طبقا لتقديرات الپنتاغون.

وأظهر تقييم للپنتاغون قدم للكونغرس أن البحرية البرازيلية عرضت تدريب الصين على عمليات حاملات الطائرات.

وجاء في التقييم «لكن قدرات البرازيل المحدودة في هذا المجال والمشكلات الكبيرة لدى برنامج الحاملات البرازيلي ذاته تثير أسئلة حول ما يتضمنه هذا العرض».

كما أن هناك المقاتلة جيه ـ 20 الصينية الشبح التي تم اختبارها أول مرة في يناير خلال زيارة قام بها وزير الدفاع الأميركي في ذلك الوقت روبرت غيتس إلى بكين.

وعلى الرغم من اهتمام الپنتاغون بالمقاتلة جيه ـ 20 فإنه لا يتوقع تحقيق أي قدرة فعالة في العمليات قبل عام 2018.

وتقول مصادر إن هناك أيضا تساؤلات حول مدى فاعلية قدرتها في مجال المقاتلات الشبح، وأثبتت تجربة إطلاق الطائرة جيه ـ 20 صحة تصميمها فيما يتعلق بعدم ظهورها فعلا على شاشات الرادار لكنها لم تكشف عن مواصفات أخرى تساعدها على تجنب رصدها بشكل قد يحدث لاحقا.

وقال تقرير الپنتاغون «تواجه الصين عدة عقبات أثناء تحركها نحو إنتاج جيه ـ 20 منها إتقان إنتاج محرك عالي الأداء».

ولدى الولايات المتحدة مقاتلة شبح ذات كفاءة منذ أن قامت الطائرة اف ـ 117 نايتهوك التي أنتجتها لوكهيد مارتن في أولى رحلاتها قبل 30 عاما. وأحيلت هذه الطائرة للتقاعد عام 2007.

كما أن جيش التحرير الشعبي الصيني مازال امامه شوط قبل إتقان القدرة على القيام بعمليات مشتركة كبيرة وهو أمر سيكون مطلوبا للاستفادة لأقصى مدى بقدراته الجديدة التي تتصدر عناوين الصحف.

وخلال السنوات العشر الماضية التي شهدت حروبا أتقن الجيش الأميركي العمليات المشتركة التي تجمع فرقا ومهارات من جميع أسلحة القوات المسلحة.

وحذر الاميرال ديفيد دورسيت أكبر مسؤول في المخابرات البحرية الأميركية قبل تقاعده في وقت سابق من العام الحالي من المبالغة في تقدير القدرات العسكرية الصينية.

وقال «هل شهدنا تدريبات كبيرة مشتركة معقدة؟ كلا.. إنهم مازالوا في المرحلة الأولى من تطوير قدراتهم العسكرية».

وفي الوقت ذاته يرى الجيش الأميركي أن الصين تبدو على المسار الصحيح لتكوين جيش حديث يركز على الشؤون الإقليمية بحلول عام 2020. ومن شأن اتباع استراتيجية شاملة للإبقاء على التفوق الأميركي في المحيط الهادي أن يتطلب استثمارات وهو ما يمثل تحديا كبيرا في ظل خفض نفقات الميزانية.

وتزيد ميزانية الپنتاغون حاليا عن نصف تريليون دولار دون حساب تكاليف الحروب. وتهون الصين من شأن نفقاتها الدفاعية لكنها أقرت في مارس بزيادة بنسبة 12.7% في مخصصات الدفاع لعام 2011 والتي وصلت إلى 600 مليار يوان (94 مليار دولار).

لكن على الرغم من ان الجيش الأميركي يبدي ثقته في التمويل مستقبلا لمنطقة آسيا والمحيط الهادي فإنه لا يكرر الخطاب الأكثر حدة ضد الصين والذي يتردد في أجزاء من الكونغرس.

وقال ديفيد ريفيرا وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب في جلسة عقدت مؤخرا بشأن تايوان «أعلم أن البعض يفضل تخفيف العبارات التي تصف الصين والقول إنها خصم أو منافس لكن الحقيقة هي أن الصين الشيوعية عدو للديموقراطية».

أما التقييم الذي أعده الجيش الأميركي هذا العام فيشير إلى افتقار الصين للخبرة العملية ووجود كميات كبيرة من المعدات القديمة لكنه قال إن الجيش الصيني «يسد بشكل ثابت الفجوة التكنولوجية مع القوات المسلحة الحديثة».

وقال دين تشينغ وهو خبير بالشؤون الصينية في مركز أبحاث هيريتيج في واشنطن إن التقدم الذي ستحرزه الصين في المستقبل مثل تطوير قدراتها في مجال الصواريخ البالستية المضادة للسفن سيؤثر على التقييمات الأميركية للمخاطر عند نشر القوات قرب شواطئها.

لكن هذا لا يعني أن الصين ستتمكن من منع القوات الأميركية من الوصول إلى المياه المجاورة في أي وقت قريب.

ويمثل الموقف المتشدد للجيش الصيني في بحر الصين الجنوبي وتفوقه العسكري المتزايد على تايوان مصدر قلق إضافة إلى استثماراتها في غواصات نووية مما يشير إلى أن الصين تسعى لدعم العمليات في مناطق تبعد كثيرا عن تايوان.

هذه المخاوف وجدت أرضا خصبة في الكونغرس حيث اتهم رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الصين بتجسس الكتروني واسع النطاق.

ومع النظر في الطموح العسكري الصيني في المنطقة ترد أيضا مسألة طموحها العالمي.

لكن الأميرال دورسيت أشار إلى أن تطلعات الصين العالمية طويلة الأجل إذ إنها تسعى لتحويل بحريتها إلى قوة عالمية «بحلول أواسط القرن الحالي».

ومضى يقول «هذا هو الموعد الذي حددوه.. هل يمكن ان نتوقع أن يكونوا بعد 10 سنوات أكثر مهارة مما هم عليه الآن؟ قطعا.. ما دام الاقتصاد قويا».

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار