١٤ ذو القعدة ١٤٣٢

الصين للأسد: تطبيق الإصلاحات «قبل نفاد صبرنا»

دعت الصين أمس سوريا الى التحرك بشكل أسرع للوفاء بوعودها بتطبيق إصلاحات سياسية، بعدما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد (الأحد) أن نظامه يحضر لإجراءات سياسية جديدة، فيما هدد مفتي سوريا، أحمد حسون، الغرب بعمليات «استشهادية» إذا تدخل عسكريا في بلاده.
تزامن ذلك، مع استمرار الترحيب الدولي والعربي بالمجلس الوطني السوري للمعارضة، رغم تهديد نظام دمشق بالرد على أي جهة أو دولة تعترف رسميا بهذا المجلس «ومعاقبتها».
وفي التفاصيل، قالت وزارة الخارجية الصينية إن صبرها تجاه نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق ربما ينفد، حتى بعد أن رفضت مسودة قرار من الأمم المتحدة يدين قمع الاحتجاجات بشكل دموي.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة، ليو ويمين: «نرى انه على الحكومة السورية أن تتحرك بشكل أسرع لاحترام وعودها بالإصلاحات الديموقراطية والاقتصادية، وتفي بما قالت إنها ستلبي مطالب شعبها. ويجب أن تشارك كل الأطراف المعنية في سوريا في عملية التسوية السياسية، وحل جميع القضايا من خلال الحوار وليس العنف». وأضاف ويمين: «الصين تعارض العنف، ولا تريد أن ترى المزيد من إراقة الدماء والصراع والخسائر في الأرواح».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن، في مقابلة نشرت الاثنين، ان موسكو وبكين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا يكون «أكثر توازنا» من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، وتدين العنف من جهتي النظام والمعارضة.

الصين تخرج عن صمتها
ودافع ويمين عن فيتو الصين، قائلا: «إن مسودة القرار هددت بعقوبات.. وهذا ليس في مصلحة استقرار سوريا». وهذه هي المرة الأولى، التي تبتعد فيها الصين عن عقيدتها القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية بخصوص سوريا. وقد تم التعبير عن هذا الموقف فيما بدأ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية الى الصين.
كما جاءت تصريحات بكين تكرارا لتصريحات أدلى بها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الأسبوع الماضي، قال فيها إن على الرئيس الأسد أن يتنحى إذا لم يتمكن من تنفيذ الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة الراهنة.
وكان تصريح مدفيديف أقصى كلام تسمعه دمشق من موسكو، خاصة منذ بدء حركة الاحتجاجات في البلاد قبل أكثر من ستة أشهر، وهي التصريحات التي اعتبرها كثير من المراقبين بمنزلة تهديد من موسكو بالتخلي عن نظام الأسد.

المفتي يتوعد بانتحاريين
الى ذلك، هدد المفتي حسون أوروبا والولايات المتحدة بعمليات انتحارية، ينفذها أشخاص متواجدون بالفعل في هذه البلاد «في حال تعرضت سوريا لأي قصف أو اعتداء».
وكان حسون يتحدث في مقطع فيديو، تم بثه على اليوتيوب، وظهر فيه يتحدث لوفد لبناني زائر، ويقول لهم: «يا أبناء لبنان أمامكم معركة قريبة، فإن لم يستطيعوا ان ينتصروا في سوريا فسيشعلونها في لبنان، لكنكم ستنتصرون عليهم مرة أخرى كما انتصرتم عليهم بالأمس».
وتابع حسون: «أقولها لكل أوروبا، وأقولها لأميركا، سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان، فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، وأنتم من ظلمتمونا».
وأضاف المفتي، الذي قتل ابنه الأسبوع الماضي، «سنقول لكل عربي ولكل إنساني: لا تعتقدوا أن من سيقوم بالاستشهاد في أراضي فرنسا وبريطانيا وأميركا سيكونون عربا ومسلمين، بل سيكونون محمد درة جديدا، وسيكونون كل الصادقين الجدد».
وفي ختام كلمته، استجدى حسون الغرب ألا يقترب من التراب السوري، قائلا: «لا تقتربوا من بلادنا، أرجوكم، أرجوكم.. فبلادنا أرض النور أرادها الله لتشرق على العالم، فمن أرضنا ومن دمشق الأمويين حملنا حضارة ابن رشد، التي جعلت أوروبا تستيقظ، ومن بغداد جعلنا الشرق يشرق».

ترحيب بالمجلس
من جانب آخر، وبعد يوم على بيان ترحيبي واعتراف من الاتحاد الأوروبي، أكدت فرنسا دعمها للمعارضة مع أول لقاء علني في باريس بين وزير الخارجية آلان جوبيه، ومسؤولين في المجلس الوطني، يتقدمهم برهان غليون.
وأمام الصحافيين، صافح جوبيه غليون، وكذلك بسمة قضماني (المتحدثة باسم المجلس)، في مستهل لقاء نظمته الأوساط الثقافية الفرنسية لدعم المعارضة السورية في مسرح الاوديون.
وقال جوبيه: «فرنسا ستكون الى جانب الشعب السوري في معركته من أجل الحرية»، مضيفا «لم ولن نتخلى عن المواطنين السوريين الذين يطالبون بحقوقهم بطريقة سليمية.. دافعنا عنهم في صرح الأمم المتحدة، وسنتابع اتصالاتنا لمعرفة كيفية مواكبة عمل مجلس المعارضة».
بدوره، أعلن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الاعتراف بالمجلس الوطني السوري «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري}. وفي القاهرة قرر «التحالف الديموقراطي من أجل مصر»، الذي يضم قرابة 34 حزبا سياسيا، الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، باعتباره ممثلا شرعيا للثورة الشعبية السورية وكل فصائل المعارضة.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس حزب الوفد السيد البدوي وفدا من المجلس الوطني برئاسة سمير نشار، وبحضور عدد من أعضاء المجلس، وممثلين عن حزبي الحرية والعدالة «الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين»، والغد الجديد، وعدد من أعضاء المجلس الوطني السوري.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار