٠١ جمادى الآخرة ١٤٣١

الإعلان عن تعاون استراتيجي مشترك بين العرب والصين



اختتم وزراء الخارجية العرب وممثلون عنهم ونظراؤهم الصينيون أمس الجمعة أعمال الدورة الرابعة للمنتدى العربي الصيني والذي استضافته مدينة تيانجين الصينية الواقعة شمال بيجين العاصمة بالتوقيع على وثيقة الإعلان المشترك حول إقامة علاقات التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية والصين والبرنامج التنفيذي للتعاون العربي الصيني في العامين القادمين (2010-2012)، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الترجمة وتبادل نشر الكتب العربية والصينية تعميقاً للصلات الثقافية.

وكان الافتتاح الذي بدأ يوم الخميس قد شهد تأكيدا صينيا على أهمية المنتدى لما يمثله من نقطة التقاء مصالح مشتركة تجمع العرب والصينيين وتحقيق المنافع المتبادلة حسب الرؤية الصينية في علاقتها مع التكتلات الإقليمية.

وقد شهد المنتدى حضور وزراء خارجية عدد من الدول العربية كالسعودية وقطر والإمارات والأردن. ومثل السلطنة في المنتدى أمين عام وزارة الخارجية معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي ويرافقه سفير السلطنة لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي .

وفي كلمته التي ألقاها أمام المنتدى أكد أمين عام وزارة الخارجية على أن العلاقات العربية الصينية هي امتداد لعلاقات تاريخية متأصلة عبر الزمن قوامها الاحترام المتبادل ومناصرة العدالة والحق والقانون وأبرز دليل على ذلك هو التزام الدول العربية بمبدأ الصين الواحدة ودعم الصين كذلك لعدالة القضايا العربية والمواقف العربية الهادفة إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأكد أمين عام الخارجية أن مشاركة السلطنة في المنتدى تأتي تجسيدا لأهمية وعمق الروابط والعلاقات التاريخية بين سلطنة عمان والصين معبرا عن أمله في إضافة المزيد إليها من خلال العمل العربي المشترك وتنمية العلاقات الاقتصادية وتشجيع قيام مشاريع مشتركة في مختلف المجالات ومنها تلك التي تعمل على إثراء وتبادل المعارف والتكنولوجيا المتطورة ونشر الثقافة الرقمية وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

واعتبر أمين عام الخارجية أن العلاقات العربية الصينية ينتظرها المزيد من التوسع في شتى المجالات لاسيما الاقتصادية وفي مجال الاستثمار.

وأضاف في تصريح لـ"الشبيبة " أن وصول حجم التجارة بين المجموعتين العربية والصينية الى أكثر من 100 مليار دولار في العام الأخير يؤكد تنامي التعاون الاقتصادي .

وأوضح أن العلاقات تعتبر متينة وهناك التزام مشترك بين العرب والصينيين بالعدالة وتحقيق السلام معتبرا أن الجانبين يسعيان الى دفع التعاون التجاري والاقتصادي والحوار المشترك.

ووصف أمين عام الخارجية في معرض حديثه عن وضع العلاقات العمانية الصينية بأنها علاقات ممتازة ومتينة وتسودها الشراكة بين البلدين والشعبين وهناك مصالح مشتركة بين السلطنة والصين.

وعبر عن اهتمام السلطنة بوجود الاستثمارات الصينية في عدد من مشروعات البنية الأساسية وكذلك رغبة السلطنة في توسيع التجارة البينية مع الصين مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود تفاهم ومشاورات سياسية بين السلطنة والصين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية واعتبرها أمين عام الخارجية بأنها شراكة استراتيجية.

من جانبه أكد رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو عن اهتمام حكومة بلاده بإقامة علاقات تعاون استراتيجي مع العرب والتعاون الشامل وكذلك مجال التنمية المشتركة.

وقال: إن إنشاء منتدى التعاون العربي يخدم علاقات التعاون وخطوة مهمة لتعزيز الحوار الجماعي بين الصين والعرب وفي السنوات الفائتة لعب المنتدى دورا رياديا متصاعد الأهمية بين الجانبين بفضل استكمال آلياته، والفعاليات ساهمت في تفعيل التعاون ولقي صدى واسعا بين الجانبين وأثبتت الوقائع أن المنتدى دفع العلاقات في كافة المجالات.

وأوضح أن المنتدى يساهم في تعزيز الثقة السياسية إذ وقفت الصين بقوة في استكشاف التنمية في الدول العربية بما يتماشى مع خصوصيتها كما قدم العرب دعما للصين في مسألة تايون ومختلف القضايا مما ربط قلوب الشعبين.

وقال: يسهم المنتدى في دفع التبادل التجاري والاستثماري في مجالات مثل الطاقة وقد حقق التعاون الاقتصادي بين الصين والعرب قفزات في هذا المجال ففي حين كان مستوى التبادل التجاري في العام 2002 قد بلغ 36 بليون دولار فقد وصل الى 107 بليون دولار في العام 2009 .

وأضاف أن المنتدى يخدم علاقات التعاون وخطوة مهمة لتعزيز الموارد الجماعية بين الصين والعرب ووقفنا صفا واحدا لكسب الاستقلال ومررنا بنفس الصعوبات في تحقيق التنمية ويعلمنا تاريخ العلاقات الصينية العربية أن الاحترام المتبادل هو سر النجاح وأن الاستفادة المتبادلة والتواصل والتسامح هو مفتاح النجاح والانسجام بين الأمتين الصينية والعربية.

وتحدث المسؤول الصيني عن الأزمة المالية العالمية التي حصلت منذ العامين الفائتين وقد أظهرت ضرورة إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي .

وجدد رفض بلاده لانتهاك السيادة والتدخل في الشؤون الداخلية ورفض اللجوء الى القوة لأتفه الأسباب وتعزيز الحوار بين الحضارات المختلفة.

كما أكد على رفض بلاده لأعمال الإرهاب ومعارضة الصين لربط الإرهاب بشعب أو دين معين أو سيطرة قوى قليلة على الشؤون الدولية.

كما دعا في سياق آخر الى ضرورة وجود أكثر فعّالية لإدارة الاقتصاد العالمي الذي تراعى فيه مصالح مختلف الأطراف مؤكدا حق الدول النامية في التنمية مشيرا إلى أن بلاده ستواصل تقديم مساعداتها النزيهة والمشروعة للدول النامية.

وأكد كذلك دعم الصين لمبادرة السلام العربية وداعيا كذلك الزيارات والخبرات وتعزيز التعاون في الشؤون الدولية والإقليمية .

واوضح أن الصين ستقوم بتدريب 1000 كادر عربي خلال السنوات الثلاث القادمة كما ستشجع الصين شركاتها بالاستثمار في البلدان العربية وزيادة التبادل التجاري وتحسين الهيكل التجاري.

وأكد وزير الخارجية الليبي موسى كوسة على أهمية توثيق العلاقات مع الصين باعتبارها دولة ذات ثقل عالمي وتلعب دورا مهما على الصعيد العالمي وقال: إن العلاقات العربية الصينية تستمد جذورها من عمر الروابط التاريخية بين الأمتين الصينية والعربية .

وقال المسؤول الليبي في الكلمة التي ألقاها بصفة بلاده رئيسة للدورة العربية: "لزاما نستدعي الانتباه الى أهمية رفع مستوى العلاقات من الاقتصادية القائمة الى أوسع بين الفضاء الصيني والفضاء العربي وهو دليل واضح في هذا الملتقى".

وركز العرب في المنتدى الافتتاحي على القضية الأهم وهي القضية الفلسطينية ومدى ما ستلعبه الصين في هذا المجال حيث أوضح كوسه أن القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لدى العرب وقال إن الصينيين في موقع المتفهم لحقائق التاريخ .

وقال:"أتحدث عن شعب لا زال يرزح تحت وطأة الاحتلال والإذلال والقهر والحصار وزرع المستوطنات على يد القوات المحتلة" وأضاف:"إن الصين لديها دور في هذا العالم ولها دور كذلك في دفع العلاقات والمصالح الى أجواء أوسع".

كما تحدث المسؤول الليبي في كلمته نيابة عن الجانب العربي عن الأسلحة النووية وما تمثله من خطر على العالم مذكرا برفض إسرائيل التأكيد أو النفي بامتلاك أسلحة نووية في المنطقة .

كما دعا العرب الصين كونها من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الى إصلاح الأمم المتحدة وبضرورة إعطاء القارة الأفريقية مقعدا دائما وكذلك العرب حسب ترتيب الوصف للمسؤول الليبي.

كما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو وسى بانضمام الصين الى اللجنة الرباعية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية داعيا إياها الى لعب دور أوسع ومؤثر في تحقيق السلام المنشود في الشرق الأوسط مشيرا إلى التزام العرب بصين واحدة وتأييدهم للجهود التي تقوم بها الصين لتحقيق التنمية والازدهار للشعب الصيني.

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى إقامة التعاون الاستراتيجي وتوسيع التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتبادل الخبرات الصحية وتوسيع التعاون في مجالات السياحة وتقديم التسهيل بين الجانبين.

** تيانجين مدينة الصناعات الحديثة

يقول الناطق الرسمي لمدينة تانجين لو جي ون التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة إن إجمالي الناتج المحلي لمدينة تيانجين بلغ 750 بليون يوان صيني فيما بلغ نصيب الفرد من الناتج الإجمالي 9 آلاف دولار.

ومدينة تيانجين التي استضافت المنتدى العربي الصيني هي مدينة صناعية وتجارية وهي مصدر الصناعات الحديثة في الصين ولها تاريخ طويل في صناعة البتروكيماويات.

وأوضح المتحدث باسم المدينة أن تيانجين مدينة منفتحة حيث بها 44 ألف مؤسسة صناعية ويمثل قطاع التصنيع أكثر من 50% من الناتج الإجمالي للمدينة كما أن بها 129 شركة متعددة الجنسيات وهي تندرج ضمن أقوى 500 شركة على مستوى العالم وتتبادل المدينة التجارة مع 180 دولة ومنطقة في العالم ويبلغ عدد المؤسسات الأجنبية العاملة في المدينة 28 ألف مؤسسة أجنبية. وتقوم حكومة المدينة حاليا بناء مدينة صديقة للبيئة ضمن مشروع مشترك مع شركة سنغافورية.

** مهرجان الفنون العربية:

ستستضيف كل من مدينتي بيجين وشنجهاي مهرجان الفنون العربية الذي سينطلق في الفترة من 18 إلى 25 يونيو القادم بمشاركة حوالي 13 دولة عربية وهي السلطنة والسعودية ومصر والإمارات والبحرين والمغرب وتونس والجزائر وسوريا وجزر القمر وموريتانيا، وسيحضر المهرجان ما يقارب من 10 وزراء للثقافة من الدول العربية.

ويهدف المهرجان الى تعريف الجمهور الصيني بالفنون والتراث العربي وسيشتمل المهرجان على عدة فعاليات منها العروض الفنية والمنتديات الثقافية الصينية والعربية ومعرض للفنون التشكيلية ويبلغ عدد الوفود المشاركة حوالي 250 شخصا.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار