٢٢ جمادى الأولى ١٤٣٣

الصين في أفريقيا


تم افتتاح مركز للمؤتمرات للاتحاد الأفريقي منذ فترة وجيزة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وذلك بتمويل من الحكومة الصينية التي أنفقت 200 مليون دولار على بنائه. ويعتبر هذا المركز أحد المشاريع الاستثمارية الصينية الأكثر أهمية في أفريقيا. والسؤال هنا ماهي الصين الآن بالنسبة لأفريقيا؟ هل هي مستعمر جديد أم دولة متبرعة تنهض بالقارة الأفريقية الى مستوى عال من التنمية والاستقرار؟
وتعتبر الصين وجودها في أفريقيا كحجر زاوية من حيث التوجه الاستراتيجي للسياسية الخارجية، وهذا ما عبر عنه القادة في الصين مراراً وتكراراً، وما يدل على هذا أنهم أصبحوا من الزوار الدائمين لهذه القارة، فالخبراء الصينيون لا يقومون فقط بمشاريع اقتصادية في مجال البناء والزراعة والتنقيب عن الثروات الباطنية وإنما ينشطون في مجال تأسيس بنية تحتية اجتماعية مثل بناء المدارس والمستشفيات والطرق والجسور، كما يعمل في أفريقيا الالاف من الأطباء والمدرسين والمهندسين، وقد بدأت الدول الأفريقية تستعين بالمعدات الصينية التي تسمح بتصنيع الأجهزة الرخيصة الضرورية من أجل تنمية قطاعات اقتصادية عديدة منذ عام 2011.
ويرى اندري فلودين مدير مركز الدراسات في الاكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أن الصين تنشط بشكل فعال على أراضي القارة الأفريقية في حين تهتم الولايات المتحدة الأمريكية بالمواقع النفطية فقط وأضاف قائلاً: تستثمر الصين منذ زمن بعيد في أفريقيا لأنها تعتبر هذه القارة غير مكتشفة بعد، حيث يمكن إقامة مشاريع تساعدالشعوب الأفريقية ليس فقط الحصول على الاستقلال السياسي وإنما على الاستقلال الاقتصادي أيضاً، ولكن لا بد هنا أن نشير الى وجود أجندة خفية للصين تتعلق بافتقارها للموارد، في حين أن القارة الأفريقية غنية بالنفط والغاز، وفي هذا السياق سوف تواجه الصين مقاومة عنيفة من الغرب. فعلى سبيل المثال لم تنته بعد قصة الصراع على النفط الليبي وغيرها من المناطق الأخرى.
بدأت الصين باستثمار المنطقة بعد إنهيار الاتحاد السوفييتي، واستطاعت الصين دون عوائق الحصول على موطئ قدم في القارة الأفريقية والقيام بعمليات واسعة هناك. فقد أدركت الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الألفية الثالثة أن بامكانها أن تفوت الفرصة للسيطرة على أغنى منطقة في العالم ولهذا بدأت القيام بعملية إزاحة التنين المارد، وهنا يعتبر الخبراء أن النزاع الذي تشهده دولتي السودان لهو برهان كبير على الصراع الامريكي الصيني في المنطقة، والدليل هو الأسلحة التي يتم إدخالها الى جنوب السودان عن طريق إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لطرد الشركات الصينية من المواقع النفطية للبلاد. وهذا الامر من المتوقع تكراره في أوغندا أيضاً بعد إكتشاف آبار غنية بالنفط في تلك المنطقة.
ويؤكد رجال الأعمال الصينيون على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على سرقة الموارد الأفريقية عن طريق تآمرها مع المجموعات المسلحة التي تسيطر على مواقع النفط هناك. في حين تتهم واشنطن بكين بأنها تسعى للحصول على موارد رخيصة فقط وتصفها بالمستعمر. على كل حال نحن نشهد الآن بداية الصراع على أفريقيا، وكما يقولون الخير لقدام .  

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار