٠٥ جمادى الأولى ١٤٣٣

الصين تحتضن العربية..!!


بدرية البليطيح
في الوقت الذي يتهرب أبناء اللغة العربية منها مفتخرين بما اكتسبوه من كلمات بسيطة مكسرة من اللغة الانجليزية و(يتميلحون) ب (هاي ويس وباي) بمناسبة وبدون مناسبة تفاجئنا الصين بل تدهشنا بعملها الدؤوب وحرصها على رسم أهميتها بدقة متناهية على خريطة العالم الجديدة عندما التفتت مؤخراً لأهمية اللغة العربية واحتياج المسلمين من أبنائها إلى لغة القرآن الكريم البليغة الكتاب المقدس للمسلمين لاسيما أن عددهم قد بلغ 20 مليون مسلم صيني و35 ألف مسجد في الصين مما له الأثر بتعزيز مشروعها بشكل قوي، ويدفع بالصينيين إلى الاستفادة من هذا الوضع الخاص، لبناء جسور قوية مع العالم العربي. فبعد إطلاقها للمحطة الفضائية الناطقة بالعربية، والقسم العربي لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، ها هي تدشن موقعا متخصصاً في الثقافة العربية وتطلقه حديثا. وإن كان الموقع لا يزال في أطواره الأولى ويتم العمل عليه لتطوير خدماته بشكل كبير، إلا أن مجرد إطلاقه يشير إلى الأهمية التي توليها الصين للمنطقة.
الصين تدرك تماما أهمية تعزيز موقعها الثقافي بالعالم بالتوازي مع أخطبوطية دورها الاقتصادي، مندفعة لتوقيع اتفاقيات تعاون تعليمية وثقافية وإقامة مشاريع مع تركيا وروسيا ودول غيرها، وافتتاح الكثير من معاهد «كونفوشيوس» لتعليم اللغة الصينية التي أصبحت موجودة بوفرة حول العالم.
الموقع الإنترنتي الجديد المخصص للثقافة العربية، تم إطلاقه بداية باللغة الإنجليزية وحدها على أن تضاف إليها لغات أخرى من بينها العربية بطبيعة الحال. وسيهتم الموقع باللغة العربية بشكل خاص ليتعلمها الصينيون المسلمون وفهم أمور دينهم، وهو إضافة إلى تعريفه باللغة والخط العربيين، سيطرح برامج لتعليم اللغة العربية عن بعد للراغبين في ذلك. موضحين عبر موقعهم أنها لغة ال 200 مليون إنسان حرصا منهم على دعم رؤيتهم بالأرقام وإدارجها بسلم الأهمية والخطط المستقبلية.
كما لم يفت الموقع أن يوضح لزواره أن هناك لغة فصحى وعامية متداولة وبينهما فروق كثيرة وإضافة إلى ذلك يقدم الموقع لقرائه معلومات عن مراكز تعليم اللغة العربية في العالم العربي التي ربما لا يعرفها العرب أنفسهم وهي تتوزع بين مصر ودمشق واليمن والإمارات.
المشروع ببدايته كما ورد بالخبر ويحتاج لجهد عظيم بحجم ضخامة وإعجاز اللغة العربية لكنه لن يستعصي على الصينيين المثابرين فهم سيكملونه للنهاية وإلا لما وضعوا أساسه أصلا.
وقد نقلت جريدة الشرق الأوسط قول وانغ يو يونغ، وهو متخصص في اللغة العربية وأستاذ في جامعة شنغهاي، خلال محاضرة ألقاها منذ أيام في ملتقى مجلة «العربي» في الكويت، إن هذه الاستراتيجية الثقافية الجديدة للصين «ستتيح فرصة تاريخية وتضع أسسا متينة لنشر الثقافة العربية في الصين. وعلى الدول العربية أن تغتنم هذه الفرص التاريخية لتنمية إعلامها الثقافي وصناعتها ومنتجاتها الثقافية وكذلك خدماتها».
وبالنهاية لن أقول سوى أطلبوا العلم ولو بالصين وقريبا سنبحث عن ثقافتنا العربية بموقع الصين للثقافة العربية شعب نشيط وإرادة فولاذية لن تلين أيتها الصين.. فعلا هي قادمة..

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار