١٣ ربيع الآخر ١٤٣٣

الصين مستقبل العالم


غسان جواد

العالم يشهد تحوّلات حقيقية هائلة تُنذِر بتغيير خارطة القوى الدولية، وجغرافياً النفوذ السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي خلال عقد أو عقدين من الزمن. 
المستقبل يشير إلى أنّ الصين سوف تتصدّر مشهد الدول العظمى في غضون سنوات قليلة، وهذا العملاق الذي يسير ببطء صار حاضراً بقوة في كل العالم من خلال صناعاته واقتصادياته اللافتة، التي تشكل سابقة في تاريخ النمو الاقتصادي دوليا.
النمو الاقتصادي للصين سنوياً يسجّل أرقاماً كبيرة تصل إلى حدود الـ 10 في المئة، وهذا رقم عالمي لم تصل إليه أكثر الدول تقدّماً في جدول ومعدلات النمو البشري والاقتصادي، ولولا أنّ عدد سكان الصين يصل إلى ما يوازي ثلث العالم، لكنّنا أمام دولة عظمى تتنقل بقوة وسرعة ورشاقة على مساحة الكوكب، لكن الأرقام تشير إلى وجود حوالى خمسين مليون عاطل، وهذا رقم كبير متعلّق بفائض السكان الذي يشكل عبئاً كبيراً على أغنى وأكثر الدول إنتاجاً وتطويراً وتصنيعاً.
تعمل الصين على تخفيف هذه الفجوة تمهيداً لمحاولة تسكيرها، وهذا من خلال برامج اقتصادية واجتماعية تحاول تغطية هذه الشريحة والانتهاء من البطالة بشكل مقبول بحيث يتم تسجيل أرقام عالمية في هذا المجال. 
وفي حين أنّ سياسات الصين مبنية على الاكتفاء وعدم تصدير الأزمات إلى الخارج، تبرز أصوات صينية داعية إلى ممارسة سياسة دولة عظمى تُصدّر العمالة والأدمغة كما تُصدّر الصناعات والاقتصاديات، ما يُتيح لها التخفيف من الأعباء الداخلية، لكن هذه التصريحات والأفكار لا تجد مَنْ يتبنّاها.
لو أنّ عدد سكان الصين قريب إلى عدد سكان الولايات المتحدة، لكنّنا أمام دولة عظمى تحكم الأرض وربما النجوم، ولن يطول الوقت قبل أنْ يكتشف العالم أنّه مضطر لتعلّم اللغة الصينية كي يسهّل على نفسه التعامل مع حكام العالم الجدد. 
ghasanjawad@yahoo.com 

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار