٠٩ ربيع الآخر ١٤٣٣

زمن التغيير الكبير.. الصين تستعد لتسليم السلطة لجيل جديد



يستعد المشرعون الصينيون والمستشارون السياسيون لعقد دورتهم السنوية فى الخامس من مارس الجارى، والتى سيتم خلالها مناقشة مختلف القضايا التى تهم الصين سواء على المستوى المحلى أو العالمى.. فى وقت ستشهد عقب هذه الدورة عقد المؤتمر العام للحزب الشيوعى الذى سيتم خلاله انتقال السلطة فى الصين لجيل جديد من القادة، وسط ظروف صعبة محليا وعالميا. 

وفى تقارير نشرت بالصحف الصينية اليوم الجمعة بمناسبة انعقاد دورة أعلى هيئة تشريعية، وهى المجلس الوطنى لنواب الشعب (مجلس الشعب الصينى)، والهيئة الاستشارية المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى (مجلس الشورى)، واللذان يعقدان قبيل المؤتمر العام الـ18 للحزب الشيوعى الصينى الحاكم. 

وأشارت الصحف الصينية إلى أنه سيحقق مع مؤتمر الحزب الشيوعى الصينى المقرر عقده فى النصف الثانى من هذا العام، انتقال السلطة لجيل جديد من القادة، فيما سيتم منح الأولوية لتحقيق الاستقرار فى هذا العام الحاسم بالنسبة إلى الصين، وما زالت الصين تعلق آمالا وطموحات كبيرة على النمو الاقتصادى لتعزيز التنمية فى جميع المجالات. 

وقالت صحيفة (تشينا ديلى) - فى تقرير لها - "إن الصين تجاوزت اليابان فى عام 2011 لتصبح ثانى أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة، مع نمو سنوى سريع يقدر بنحو 9.2%، فيما تواصلت حالة عدم اليقين لتطال التنمية الاقتصادية مع تباطؤ سرعة النمو وزيادة التضخم". 

وأضافت "أن الصين تهدف إلى الحفاظ على التوسع الاقتصادى للبلاد دون إفساد جهودها للسيطرة على التضخم، فى وقت أعلن البنك المركزى الصينى مؤخرا خفضا على الاحتياطى الإلزامى للبنوك لدعم الإقراض ودعم النمو الاقتصادى فى ظل ضعف الطلب الخارجى، وحذر البنك بأنه سوف يحافظ على سياسة نقدية حذرة إذ تواجه البلاد ضغوطا فى دعم النمو واحتواء التضخم". 

وأوضحت الصحيفة أنه فى الوقت نفسه، زادت سلسلة من المشاكل الأخرى القديمة والجديدة، قصيرة أو طويلة الأجل، من الصعوبات التى تواجهها الصين، فيما تلقت الصين ضربة جراء هبوط الطلب الخارجى بسبب أزمة الديون السيادية الأوروبية، كما أن تباطؤ الاستثمار فى الأصول الثابتة وسط متاعب القطاع العقارى، سيعمل على كبح التنمية فى الصين. 

ومن جانبها، قالت صحيفة (بكين) - فى تقرير لها حول ما ستتضمنه مناقشات الدورتين المقبلتين لمجلسى الشعب والشورى (المجلس الاستشارى) الصينيين - "إن اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء والاختلافات الإقليمية بين المناطق الحضرية والريفية سيؤدى إلى مزيد من التوترات الاجتماعية". 
ونقلت الصحيفة عن تشانغ لى تشون الباحث فى مركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة الصينى قوله "إن الصين تواجه وضعا صعبا أكثر تعقيدا بكثير مما كان عليه فى عام 2008، عندما منى العالم بالأزمة المالية"، مضيفا "أنه على الرغم من الصعوبات لا تزال لدى الصين فرصا جيدة لتعزيز تنميتها". 

وأشار إلى أنه فى المقابل، ساعدت الأزمة المالية العالمية فى حفز الطلب بالبلاد للابتكار وتحويل نمط النمو الاقتصادى الذى كان يعتمد بشكل كبير على الاستثمار والتصدير .. مضيفا أنه فى الوقت نفسه تخلق الصين مجالات جديدة للنمو فى الوقت الراهن مثل التحديث الزراعى فى الصين وتوسيع وتعميق التحضر. 
وقالت الصحيفة "إن الأهم من ذلك اكتسبت عملية الإصلاح والانفتاح فى الصين دعما شعبيا واسعا، ما أدى إلى وضع أساس متين لاستمرار الاستقرار الاجتماعى والسياسى والازدهار الاقتصادى، فيما تسعى الصين إلى تعميق الإصلاح ليس فقط فى المجال الاقتصادى بل فى المجالات التى ترتبط ارتباطا وثيقا بمصالح المواطنين". 
وأضافت "أنه سيتم خلال الدورتين للمجلس الوطنى لنواب الشعب (مجلس الشعب) والمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى (مجلس الشورى)، استطلاع آراء ومقترحات من المواطنين الصينيين بجميع مناحى الحياة، ووقتها ستبرز حكمة الشعب الصينى مرة أخرى".

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار