٠٩ ربيع الآخر ١٤٣٣

صعود الصين كقوة عالمية لا يعني فشل إستراتيجية الولايات المتحدة


"مواضيع الصين" جزء لا يتجزأ من مشاهد مسرحية الانتخابات في الولايات المتحدة.ويتعاقب المرشحون فى ابداء مواقفهم المتشددة تجاه الصين،حتى يطلق بعضهم كلمات غير عقلانية حتى يبين انه الأقوى.

إن خلف مثل هذه المواقف المتشددة تفكير أيديولوجي:أن نظرة الصين والولايات المتحدة للحرية والعدالة تختلف عن القيم المشتركة بين الجانبين.ومعيار مفهوم القيم الصينية "مقلق وله تأثير على المدى البعيد "،وينبغي على الولايات المتحدة أن تتحدى هذا المعيار عبر موقفها المتشدد تجاه الصين.وإن نهوض الصين لا يتوافق مع أمن الولايات المتحدة الطويل الأجل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

يعتقد لاري خبير أمريكي في الشؤون الصينية،ان بعض المرشحين يستخدمون مواجهة الصين سلاحا فى حملة الانتخابات،لكن عندما اكتشفوا العلاقة الكثيفة مع الصين بعد دخولهم البيت الأبيض،فيتركون التصريحات المتشددة تجاة الصين فى حملة الانتخابات.

إن الأمر ليس بهذه البساطة.حيث أن استعراض تاريخ العلاقات الدبلوماسية الصينية ـ الأمريكية منذ إنشائها، نرى أن هؤلاء الذين يستخدمون الصين للأغراض انتخابية في الولايات المتحدة يقظين إلى الصدمات والإصابات التي قد تلحق بالعلاقات بين البلدين.وإن "الوعود "عند الحملة الانتخابية هي عبئ أيضا ، ودائما ما يجهل الفائز إلى البيت الأبيض بوعي أو بغير وعي ماذا يفعل لتحقيق الوعود. 

هناك أمثلثين نموذجيتين:ـ خلال الانتخابات العامة عام 1992،ونظرا لعدم وضوح فهم أهمية العلاقات الصينية ـ الأمريكية بعد الحرب الباردة،انتقد المرشح الرئاسي بيل كلينتون الرئيس جورج بوش بـ " مدلل الصين" ،وبمجرد أن فاز بالانتخابات ذكر تعهد لاحتواء الصين،وخلال انتخابات عام 2000،سيطر المحافظون على السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة،ورفع جورج بوش شعار اتخاذ الصين "المنافسة الإستراتيجية" بدلا من شعار "الشراكة الإستراتيجية" الذي رفعه سلفه الديمقراطي بيل كلينتون،،وذهب إلى ابعد من ذلك بعرضه الدفاع عن تايوان.لكن بعد ما دخل كل من بيل كلينتون وجورج بوش إلى البيت الأبيض،شهدت العلاقات الصينية ـ الأمريكية تحديات قاسية. 

ضعف الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة في ظل الانكماش الاقتصادي العالمي، أدى إلى الاحتكاكات التجارية المتكررة،اثبت أن السياسيين الأمريكيين لا يمكن أن يتجنبوا العاطفة.كما يعتبر تصرفا غير مسؤولا يؤدي إلى تحدي ومنافسة بين الخصوم وخسارة الثقة المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة ومناخ الرأي العام. وكما قال أحد المحللين الأمريكيين،أن الطريق الصحيح لقادة الولايات المتحدة هو العثور على حلول داخلية لتحديات التنمية، بدلا من تركيز الناخبين على الصراع الوهمي مع الصين.و لا يمكنها العثور على الإجابات الملحة في الصين.

نشر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في المجلة " الدبلوماسية" الأمريكية مؤخرا مقالا بعنوان"الصراع مسألة اختيار وليس ضرورة"، حيث يعتقد أن الخبرات الأمريكية في التعامل مع دولة واثقة من نفسها وحققت نجاحا اقتصاديا كبيرا قليلة جدا عبر التاريخ،كما لم يوثق تاريخ الصين وجود دائم لدولة عظمى في آسيا،ولديها تجربة التعامل مع البلدان المجاورة والمتحالفة مع الصين.إن العلاقات الصينية ـ الأمريكية تواجه خيارات هامة من التعامل المخلص أو المواجهة الدولية.ويرى كيسنجر أن العلاقات الصينية ـ الأمريكية ليست لعبة محصلتها صفر.وإن ظهور الصين المزدهرة والقوية لا ينبغي أن يفترض بأن إستراتيجية الولايات المتحدة قد فشلت. وإن الشراكة بين البلدين يمكن أن تجد حلا مشتركا.

العلاقات الصينية ـ الأمريكية واحدة من أهم العلاقات الثنائية اليوم.وإن التعامل بشكل صحيح مع هذه العلاقة ليست مسؤولة عن مصالح الشعب الأمريكي فقط بل هي أيضا مسؤولة عن مصالح شعوب العالم.ويفترض على المنافسين على رئاسة الولايات المتحدة أن يحافظون على الفهم الواعي بهذا.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار