١٧ ربيع الآخر ١٤٣٣

الصين والهند دولتان فقيرتان بمشكلات داخلية هائلة


حققت الصين والهند نمواً سريعاً، على الرغم من الطابع غير المتساوي على المستوى الاجتماعي، لكنهما تبقيان دولتين فقيرتين جداً بمشكلات داخلية هائلة، وهذه المشكلات لا تشكل تحديات للغرب. فالصين هي مركز التصنيع الرئيسي للعالم، لكنها بشكل أشمل مركز تجميع للقوى الصناعية المتطورة وللشركات متعددة الجنسيات الغربية، وهذا الوضع على الأرجح سيتغير مع مرور الوقت.
فالتصنيع يزود بأسس الإبداع على نحو منتظم، بل حتى الابتكارات الخارقة كما يحصل في بعض الأحيان في الصين في الفترة الأخيرة. ومثال ترك أثراً واضحاً لدى الاختصاصيين الغربيين هو احتلال الصين السوق العالمي المتنامي للوحات الطاقة الشمسية، وهذا لم يتحقق على أساس العمالة الرخيصة، بل على أساس التخطيط المنسق والابتكار والأفكار الجديدة.
لكن المشكلات التي تواجهها الصين خطيرة، بعضها ديمغرافي، وقد تمت دراستها من قبل المجلة العلمية الأميركية الرائدة ساينس. وتظهر الدراسة أن معدل الوفيات تراجع في الصين بشكل كبير خلال سنوات حكم الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، وذلك أساساً نتيجة للتنمية الاقتصادية والتطور في مجال التعليم والخدمات الصحية، لا سيما حركة النظافة العامة التي أدت إلى تراجع حاد في معدل الوفيات من الأمراض المعدية. وهذا التقدم انتهى مع بدء الإصلاحات الرأسمالية منذ 30 سنة، ومنذ ذلك الحين ازدادت معدلات الوفيات في الصين.
بالإضافة إلى ذلك، اعتمد النمو الاقتصادي الحالي للصين بشكل كبير على علاوة ديمغرافية تميزت بتعداد سكاني هائل لمن هم في سن العمل. لكن مجال الاستفادة من هذه العلاوة قد يغلق في القريب العاجل مما سيكون له تأثير عميق على التنمية.
والديمغرافيا تشكل واحدة من مشكلات خطيرة كثيرة تنتظر الصين في المستقبل. أما الهند، فإن مشكلاتها تعد أكثر حدة بكثير.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار