٠٤ ربيع الآخر ١٤٣٣

تراجع الطلب على السلع المقلدة بالصين


نقلاً عن: وول ستريت جورنال
ترجمة: حسونة الطيب
تزايد إقبال أفراد الشعب الصيني على الصناعات الأصلية، في الوقت الذي تمارس فيه الشركات الأجنبية والكونجرس الأميركي ضغوطاً على الصين للحد من صناعة السلع المقلدة.
وكثفت شركات مثل “نايكي” لصناعة المنتجات الرياضية من وجودها في الصين مستفيدة من تحول المستهلك الصيني تجاه المنتجات الأصلية على الرغم من أن أسعارها تفوق المقلدة بخمسة أضعاف أو أكثر أحياناً. وبينما لا تزال نسخ من السلع المقلدة متاحة بشكل كبير في أنحاء الصين المختلفة، إلا أن هناك تغيرا ملحوظا في سلوك المتسوقين نحوها في بلد كانت تسيطر عليه نشاطات السوق السوداء.
ووجد تقرير قامت بنشره مجموعة “بحوث السوق الصينية” في العام الماضي، أن 95% من النساء الصينيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 28 و 35، يشعرن بالحياء عند حملهن حقائب يد مقلدة. وبتراجع الطلب على السلع المقلدة من المنتجات الجلدية والملابس، انخفض معدل إقبال الراغبين في شرائها من 31% في 2008 إلى 15% في 2010.

ونتج عن هذا التحول توسعة الشركات الأجنبية لخططها التجارية في الصين، مثل “نايكي” و”كولومبيا للملابس الرياضية” و”سيشيدو لمستحضرات التجميل”، التي فتحت المزيد من المحال التجارية في المدن الصينية البعيدة. كما تقوم المحال التجارية بإطلاق الفعاليات وعمليات التخفيض المختلفة بغرض جذب المستهلك. وتنتهج بعضها معايير محددة من التغليف الخاص وغيره لتميزها من المنتجات المقلدة.

ويعتبر المستهلك الصيني أكثر حرصاً من نظيره الأميركي ولا يفضل الوقوع فريسة للسلع المقلدة. وتملك مؤسسة “نورث فيس” الأميركية التي اشتهرت بإنتاج سلع مقلدة في نهاية تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية الثانية، نحو 500 متجر في الصين مع استمرارها في التوسع حيث تخطط “في أف” الشركة الأم، لفتح نحو 450 محلاً تجارياً في الصين في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
وعلى الرغم من ذلك، تشكل السلع المقلدة واحدة من المشاكل الكبيرة في الصين. ونجحت السلطات الصينية في القبض على سلع مقلدة في السنة الماضية تقدر تكلفتها بنحو 5,33 مليار يوان (847 مليون دولار)، وذلك وفقاً لـ “الإدارة الصينية العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجز”. كما تعتبر الصين المصدر الرئيسي للسلع المقلدة التي تم العثور عليها في أميركا في السنة الماضية حيث تشكل 64% من مجموعها الذي تقدر تكلفته بنحو 124,7 مليون دولار.
وأنشأت شركة “تود” الإيطالية لصناعة الأحذية الفاخرة أكثر من 30 محلاً تجارياً في الصين خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من استمرار تداول منتجات مقلدة لسلعها الأصلية في بعض الأسواق الصينية. وتقوم مجموعة “جولف لمكافحة السلع المقلدة” بحملات تفتيش في الصين والتي أسفرت في السنة الماضية عن اكتشاف أكثر من 7,000 جهة تمارس هذا النشاط. ويقول جيسون روكر، مدير المجموعة “كلما كان هناك من يرغب في شراء السلع المقلدة، كان هناك من يقوم بإنتاجها”.
وشددت أميركا في الشهر الماضي على زيادة المعايير التي تحول دون دخول السلع المقلدة إلى أراضيها. كما زادت الصين من جهودها الرامية إلى الحد من إنتاج مثل هذه السلع. وقامت في 2010 بواحدة من أكبر عمليات مكافحة التعدي على حقوق الملكية الفكرية بالتركيز على البرامج وقطع غيار السيارات والهواتف المحمولة والمنتجات الغذائية في مدن الساحل الجنوبي الشرقي.
وعزت شركات الملابس زيادة استثماراتها في الصين، إلى التحول الذي طرأ على ذوق المستهلك الصيني. وذكرت “نايكي” أنها بصدد توسعة عملياتها التجارية بغرض تحقيق مبيعات تصل إلى 4 مليارات دولار بحلول 2015. وحققت الشركة عائدات قدرها ملياري دولار في الصين وتايوان وهونج كونج في العام الماضي.
وبدأت شركة “كولومبيا للملابس الرياضية” العمل في الصين قبل 20 عاماً، مما يعني توافر السلع المقلدة من منتجاتها الأصلية في الأسواق الصينية. وبتحول ذوق المستهلك وقيام حملات التفتيش، أصبحت الصين وبامتلاك الشركة أكثر من 600 محل تجاري فيها، تمثل واحداً من أكبر أسواقها في الوقت الحالي. وتمثل التجارة الإلكترونية لبعض الشركات حالياً، مصدراً جديداً من مصادر البيع في وقت يحقق فيه هذا النوع من التجارة انتعاشاً كبيراً.


أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار