٢٩ صفر ١٤٣٣

عام التنين العربي


* رمزي الغزوي

رحل عام الأرنب الوديع، بأحداثه الحمراء، ومفاجآته السوداء، ودخلنا عام التنين الصيني، مهجوسين بكل ما لهذا الكائن الخرافي من مخاوف، واضطرابات ونيران لاهبة نافثة.

ففي التقويم الصيني المكون من اثني عشر برجاً، كل برج يمثل سنة قمرية، يبدأ اليوم عام التنين. وينتابني شعور تفاؤل ناري؛ أننا سنسمي هذا العام ذات تاريخ (عام التنين العربي). فما زالت صدور الأحرار تدخر جمرات الحرية ولهيب العنفوان.

حسب أسطورة صينية متوارثة، فإن عدداً من الحيوانات المخلصة، أسرعت بكل لهفتها إلى سرير (بوذا) وهو شخصية مقدسة لديهم، فور معرفتها بموته. ولتكريم هذه الحيوانات الوفية فقد حافظ الصينيون على تقليد تسمية السنوات بأسمائها، حسب ترتيب وصولهم إلى البوذا.

البقرة كانت أول الواصلين، لكن الفأر كان ممتطياً ظهرها، وعندما اقتربت انزلق عن رأسها، وكان الأول، والبقرة الثانية، ثم النمر، فالأرنب، فالتنين، فالثعبان، فالحصان، فالخروف، فالقرد، فالدجاجة، فالكلب فالخنزير، وبعد الخنزير تبدأ السنوات بالفأر مرة أخرى.

لا أدري لماذا جاء التنين السريع بعد الأرنب؟!، وكيف لم يحترق بزفيره الناري؟!. على كل، سيبقى التنين هو الشيء الخرافي الوحيد، ضمن حيوانات معروفة في التقويم، ورغم نيرانه ورعببه، إلا أنه محل تفاؤل للصينيين، حتى أنهم يخططون للإنجاب فيه. فمولوده قوي ذو عزيمة واثق من نفسه، مغامر، متعدد المواهب، من ذوي القلوب الممتلئة بالطاقة، كما يدعون. 

في العام الماضي اقترحتُ أن نسمي عام 2011 (عام الأسد العربي)، نكاية بالأرنب الصيني الخافت والمخاتل والخانع بأذنيه الطويلتين المذلولتين، وتخليداً لكل دماء الشهداء، التي أريقت في شوارع الحرية، ابتداء بسيدي بوزيد في تونس وليس انتهاء بساحات حمص ودرعا، وكل ميادين التحرر من بطش الطغاة.

بعض العرب الذين استكانوا سنوات طويلة في سنة الضبع، دون أن يخنقهم غبار الملل، خنقتهم أخيراً حالة (التأرنب) الطبيعية غير الصينية. قرروا أن يستأسدوا على خوفهم فثاروا في عام 2011، ومنهم من نال حريته، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا. 

ولىّ عام الأسد العربي، دون أن يحقق كامل زئيره، ومن غير أن يسقط كامل طغاته، وجاء عام 2012 الذي لا يتفاءل به الكثيرون، في هذا العالم، حتى أن أفلاماً سينمائية تنبأت بنهاية الحياة فيه. 

على عادتي سأبقى متفائلاً ما حييت، وسيزداد تفاؤلي بعام التنين العربي، فثمة زفرة ملتهبة للحرية، ما زالت تتحشرج في صدر الثوار، زفرة لاهبة لن تقف في وجهها أسود الدنيا. فكيف يعيقها أسد من ورق؟!.

ramzi972@hotmail.com

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار