١٦ صفر ١٤٣٣

الصين تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية


تتحدى بكين الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الأوسط . فقد رفضت الصين علانية الانصياع للعقوبات التي وجهتها أمريكا ضد ايران في مجال الطاقة، حيث صرّح ليو فين مين المتحدث باسم الخارجية الصينية بأنه من غير الممكن تسوية القضية الايرانية استناداً على العقوبات فقط.
هكذا علّق الدبلوماسي الصيني على العقوبات الأمريكية ضد البنك المركزي مع العلم أن العقوبات سوف تمس البنوك الأجنبية التي ستجري عمليات حسابية مقابل شراء النفط الايراني ولن يسمح لهذه البنوك الدخول والمتاجرة داخل البنوك الأمريكية ، ومن الواضح أن الصين متضررة بسبب العقوبات هذه لتعاملها مع البنك المركزي الايراني أثناء شرائها النفط.
ويمكن أن يصبح الموضوع أكثر تأزماً في حال قرر وزراء الخارجية الأوروبيين خلال اجتماعهم في بروكسل في 23 من كانون الثاني فرض عقوبات على استيراد النفط الايراني وردا على العقوبات الأمريكية قامت طهران بتوجيه تهديد مفاده أنها سوف تفرض عقوبات عن طريق إغلاق مضيق هرمز.
ويجدر بالذكر بأن بكين ردت بشدة على العقوبات الجديدة الأمريكية بحق إيران ليس لأسباب اقتصادية فحسب وإنما استراتيجية أيضا. ويعتقد الخبير في المعهد الاقتصادي الأعلى ألكسي ماسلوف قائلا:
"الحديث هنا يدور عن محاولة تقييد تأثير الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط فقد صرحت بكين منذ أيام بأنه من غير المقبول به زيادة الوجود العسكري الأمريكي في آسيا. وهنا أنوه على أن الصين ترغب في تقويض الوجود الأمريكي في الخليج العربي. نظريا لم تصرح الصين في يوم من الأيام أن الخليج العربي يعتبر من ضمن مصالحها الاستراتيجية، ولكن في الوقت نفسه، فالتصريحات الصينية الأخيرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية تعكس رغبة الأولى في الحد من نفوذ الأخيرة في المنطقة. ومن المتوقع أن تشتد حدة التلاسن بين الدولتين في القريب العاجل. فالصين ستستمر بإقصاء الولايات المتحدة الأمريكية من آسيا وتقليل نفوذها في أفريقيا في آن معا ومراقبة عمليات الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي".
ونعيد للأذهان بأن للصين مصالح اقتصادية كبيرة في إيران وهي، أي الصين، تعارض الغرب بشأن برنامج إيران النووي ولا يعتبر التدخل الصيني في المصالح الأمريكية محض صدفة عندما يجري الحديث عن مصالح بكين في إيران.
يقوم وزير المالية الأمريكي تيماتي غايتنار بزيارة إلى الصين اليوم تهدف إلى تقديم إيضاحات حول موقف واشنطن إزاء العقوبات المفروضة على إيران في مجال النفط.
من الواضح تماما أن موضوع إيران سوف يزيد من حدة التوتر في العلاقات بين بكين وواشنطن ويرى الخبراء هنا أن مصالح الطرفين الجيوسياسية تتقاطع في أكثر موقع فالصين تتجه لبناء سياستها في آسيا آخذين بعين الاعتبار النمو الاقتصادي في العالم وهذا يتناقض مع رغبة الولايات المتحدة الأمريكية أن تلعب الدور الأساس في المنطقة.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار