٢٥ ذو الحجة ١٤٣٢

الصينيون يساعدون المصريين فى العودة إلى "الفصحى"

أنت وأنا نعلم أن للشعب الصينى فى هذه الفترة تواجدا ملحوظا فى الشارع المصرى، فهم يتميزون بقدرة جبارة، قادرون على تحمل الصعاب، والتواجد فى أماكن نائية فى مصر بعيدة كل البعد عن تخيلك، أنك تزور هذا المكان فى يوم من الأيام، وإذا كنت بائعا مثله لم يخطر ببالك أن تبيع سلعتك فى هذه الأماكن مهما كانت قيمة السلعة فتجدهم يتاجرون فى مستلزمات المنازل ولعب الأطفال وأجهزة المحمول.
الصينيون فى مصر يعانون الكثير بسبب سوء مداعبة أطفال الشوارع لهم فهم لا يفهمون لغتهم ويتهمون الأطفال بالإهانة لهم حتى وإن كانت مداعبة فيجبرون الطفل المصرى بإلقائهم بالحجارة و رشقهم بكلمات لا يفهمونها، وقبل أقل من سنة وجدت فتاة صينية تستغيث بجوار منزلى، وسمعت صوتا لا أفهمه لا هو بالعربية ولا بالإنجليزية، وعندما فتحت النافذة فوجئت بفتاة فى العقد الثانى من عمرها تصرخ ويلتف حولها الأطفال والجيران، ولم نفهم شيئا سوى أن طفلا رشقها بالحجارة فى كتفها، وبتليفون صغير من تلك الفتاة، وجدنا الشارع امتلأ بـ11 صينيا من أعمار مختلفة وأصبح سكان الشارع فى حالة ذهول لعدم قدرتهم على فهم طريقة كلامهم المختلطة بين العربية والصينية، وكذلك بسبب قدرتهم على التجمع لنجدة أى مستغيث منهم.

فى شوارع القاهرة والعشوائيات تجد رجلا نحيفا وبنتا أكثر نحافة، يتجولان فى الحوارى حاملين فوق أكتافهم كيسا ثقيلا من الملابس، ويجرون خلفهم حقيبة كبيرة، وظللت أحترم هذا الشعب لاحترامه قيمة العمل وأتمنى لو أتعامل معهم بشكل مباشر فأفهمهم أكثر، وإذا بى قبل أيام أفاجأ بامرأة مصرية عن يمينى فى المواصلات بين العقد الرابع والخامس من العمر، فيما جلست يسارى بنت صينية فى العقد الثانى من عمرها تحمل مجلدا مكتوب عليه "تعليم اللغة العربية 2" انتابتنى السعادة عندما وجدت الفتاه الصينية تحدث السائق عن رغبتها فى مكان ما باللغة العربية الفصحى، وهو ما لفت انتباه كل راكبى الميكروباص، وإذا بالسيدة التى على يمينى تتبادل معها الحديث، قالت هل أنت تحبين مصر ردت نعم أحبها مصر جميلة، قالت وشعب مصر ردت بكل جرأة مصر شعبها كسلان جدا، نحن نبيع منتجاتنا فى كل مكان وهم يكتفون بالتجارة فى المحلات، وإذا بالسيدة تسألها مجددا "وأنت رايحة فين فى النطرة دى" فأجابت الفتاة "نطرة؟.. اسمها مطرة.. أمطار غزيرة" وهنا انفجرت السيارة كلها بالضحك لقدرة الفتاة على التحدث بالعربية الفصحى أفضل من أصحاب البلد الأصليين.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار