١٣ محرم ١٤٣٢

دراسة للتقييم الدولي للطلاب تؤكد ضعف الدراسة في الصين



التلاميذ الصينيون هم أبطال الإمتحانات في العالم.وقد فجرت النتائج الكبيرة التي حققوها في البرنامج الأخير للتقييم الدولي للطلاب مفاجأة وإعجاب وحسد. إلا أن النجاح يخفي ورائه مشكلة متصاعدة ، ففي حين أن الأطفال الصينيين ربما يكونوا جيدين في التعليم القائم على الحفظ ، فإن مستوى الإبتكار عندهم يشكل معاناة شديدة.

وتصنف أخر دراسة للتقييم الدولي للطلاب أجرتها منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية تلاميذ من شنغهاي شاركوا لأول مرة بأنهم حصلوا على القمة في الرياضيات والعلوم والقراءة. ويأتي النجاح بعد دفع ثمن - فنظام الدراسة الصارم يسرق من الطلبة الصينيين ليس طفولتهم فحسب ، لكن أيضا قدرتهم على التخيل مما يجعل النتيجة الجيدة لشنغهاي في التقييم الدولي للطلاب نموذجا لضآلة ما تقوله الدراسة أحيانا عن نوعية نظام التعليم في البلاد.

وتدرس تشياو فانج بالصف الثالث في مدرسة إبتدائية بشنغهاي. وقالت جدة الطفلة البالغة 8 سنوات "من الصباح إلى المساء تكون الدراسة". وأضافت "الضغوط ضخمة وليس هناك وقت أمامها للعب". ويستمر أي يوم دراسي عادي متضمنا الواجبات المنزلية حتى التاسعة مساء ثم تتوجه تشياو إلى النوم وفي العطلة الأسبوعية تتلقى دروسا في اللغة الإنجليزية.

ووالدا الطفلة من المتعلمين ويحصلان على دخول مرتفعة. ولكي تحصل أبنتهما على وظيفة ذات دخل عال ، عليها أن تدرس بجدية. ودون نتائج طيبة في الإمتحانات ، لن تكون هناك فرصة لدخول مدرسة ثانوية جيدة وحينئذ تحتاج إلى إختبارات تفوق في الصف الخامس أو سيتم تحويلها إلى مدرسة ثانوية أقل جودة. وبعد ذلك سوف يحدد إختبار الإلتحاق "جاوكاو" ما إذا تستطيع الدراسة في جامعة كبيرة بدورها تحدد مستقبل الوظائف هنا. وعلاوة على ذلك يتأكد والدا تشياو فانج أن أبنتهم تدرس بجدية. وليس هناك مكان في العالم يدرس فيه الأطفال بجدية من أجل الإمتحانات ولا مكان هم أفضل فيه في إختبارات الحفظ. لذا ليس من قبيل المفاجأة الكبيرة أنهم يؤدون بشكل جيد في دراسة التقييم العالمي للطلاب والذي يركز على تلك الصفات.

لكن جيانج تشويكين نائب مدير المدرسة الثانوية في جامعة بكين يكره التحدث عن النجاح. فهو يرى إنه "علامة ضعف" و"عرض من أعراض المشكلة". وكتب جيانج مقالا نشر في صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من الشهر الحالي "هما وجهان لعملة واحدة: فالمدارس الصينية جيدة للغاية في تجهيز طلابها لإختبارات معيارية". وأضاف "ولهذا السبب فإنهم يفشلون في إعدادهم للتعليم العالي وإقتصاد المعرفة".

وأوضح إن جوانب الفشل في ذاكرة الحفظ معروفة جيدا . نقص المهارات الإجتماعية والعملية وغياب النظام الذاتي والتخيل وفقدان الفضول. وكتب جيانج إن الشركات متعددة الجنسية والصينية تنتقد نفس الشئ بشأن الخريجين الصينيين.

وقال جيانج إنهم يحتاجون القدرة على تحديد المشاكل وتجميعها وتحليلها من زوايا مختلفة وإيجاد الحلول التي يمكن نقلها عبر الحدود الثقافية. ويحتاج الطلبة الصينيون إلى تعلم كيفية "التفكير بجدية" إذا كان عليهم أن يدخلوا نطاق المنافسة العالمية. وقال مايكل بيتيز الذي يقوم بالتدريس في مدرسة الإدارة في جامعة بكين إنه يعتقد أن نظام التعليم الصيني يحرم الطلاب من الإبتكار في مرحلة مبكرة من عمرهم.

وقال أستاذ الإقتصاد الأمريكي "طلابي عموما يستطيعون حل الألغاز الرياضية بشكل أفضل من طلابي ألأمريكيين والأوروبيين وهذا يعكس بعض التدريب الجيد للغاية في الرياضيات". من ناحية أخرى ، قال بيتيز إنه يضطر للعمل الشاق ليجعلهم يفكرون فيما يتجاوز النماذج التي تعلموها في الفصل وهو عمل سهل بالنسبة للطلاب الغربيين.

وفي دراسة لـ21 دولة نشرت في نوفمبر ، جاء الطلبة الصينيون في المركز الأخير عند إختبار مستوى تخيلهم. وفي تصنيفات الإبتكار ، جاءت الصين فى المركز الخامس من المؤخرة. وحذرت صحيفة تشينا ديلى اليومية "هذه النتائج صادمة". وقالت الصحيفة إن الأطفال لم يكن أمامهم تقريبا أى فرصة لإستخدام قدرتهم على التخيل. وأضافت "منذ اليوم الأول في الدراسة يتم دفعهم إلى ثقافة الإمتحانات والإختبارات ومزيد من الإمتحانات".

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار