١٤ ذو الحجة ١٤٣١

صنعاء: الصينيـون يزاحمـون اليمنيين في البيـع على «البسطـات»



سيكون محمد الشرعبي وهو صاحب بسطة في حي باب اليمن بالعاصمة صنعاء مضطراً للتكيّف مع رجل صيني افترش الرصيف إلى جواره، ليبيع لليمنيين أدوات كهربائية بسيطة ومقلدةً.
الشرعبي، وهو شاب هاجر من قريته بمحافظة تعز إلى العاصمة هرباً من البطالة ولتحسين دخل أسرته، وجد الرصيف الذي اعتاد أن يجلس فيه قد بدأ الصينيون يملأونه.
"لا ينادي الناس وسط ضجة المارة بل يكتفون بالابتسام للآخرين "يقول الشاب القادم من وسط اليمن عن البائعة الصينيين وزاد: يتحدثون العربية بكلمات مكسّرة .. معتبراً مظهرهم هو "ما يشدّ اليمنيين للشراء منهم". وانتشر الباعة الصينيون في شوارع المدن الرئيسية بشكل لافت، خاصة مع المناسبات التي يتسوّق فيها اليمنيون، اجهزة كهربائية وهدايا وتحف تعرض في الشوارع بأسعار رخيصة، مقارنةً بأسعارها في المحال التجارية. بعد أن أشار صاحب متجر في حي التحرير وسط العاصمة إلى أن البيع في الشوارع يسبّب الازدحام والفوضى، خلال حديثه إلى "مراسل اليوم في صنعاء" .. طالب الجهات الحكومية في العاصمة "بتخصيص أماكن ليبيع فيه البسّاطون بضائعهم".
وما أن جاء الحديث عن الشاب الصيني الجالس أمام محله، قال: الصينيون عددهم كبير خليهم "اتركهم" يسترزقوا .. عبارة لم ترق لأحد زبائنه حيث اعتبرها "محاربة اليمنيين حتى في آكل عيشهم"، وقال مخاطباً صاحب المتجر: ألا يكتفون أن يصدرون لنا البضائع المقلدة يبعثون لنا شبابهم ليبيعوها في شوارعنا.
في حين تؤكد تقارير حكومية يمنية أن معدل الفقر في اليمن بلغ 33 بالمائة في العام الحالي2010م، معدلات البطالة وصلت الى37 بالمائة، تقول تقارير أصدرها صندوق النقد الدولي إن "معدل الفقر في اليمن وصل إلى أكثر من 45 بالمائة" وأن "كثيرا من اليمنيين يعيشون على أقل من دولار أمريكي واحد يوميا". ويرفض الباعة الصينيون الحديث إلى الصحافة ويفضل اغلبهم عدم التقاط الصور لهم وهم يمارسون عملهم، لكن فتاة صينية حاول مراسل «اليوم» التحدث معها، هددت بطلب الشرطة في حال ما إذا لم اغرب عن وجهها.
ويحرم القانون اليمني البيع في الشوارع والأرصفة، لأنها "تسبب الاختناقات المرورية "على حد تعبير المحامي اليمني عبد الكريم المصري.. والذي قال قانون الأشغال العامة يحرم استخدام الرصيف للأعمال التجارية، لأنه مخصص للمشاة، لكن حالة الفقر في أوساط المجتمع واضطرار الشباب للبيع في الرصيف قد جعلت السلطات تغض الطرف عن هذا.. وهذا لا يمنع من تنفيذ حملات في الشوارع تقوم بها أجهزة البلدية بين الفينة والأخرى.
وقال إن وجود صينيين يبيعون منتجات صينية في شوارع العاصمة "أمر يدعو للاستغراب".
وتقول إحصائية رسمية أصدرت عن نقابة البساطين والباعة المتجوّلين إن 29 ألفاً هم العدد البائع والبساطين في اليمن، منهم 17 ألفا في العاصمة .. وأشارت الإحصائيات إلى "وجود ايضاً 3 آلاف من الأطفال يعملون في هذا المجال".

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار