٢٤ ذو الحجة ١٤٣١

صيني مسلم يدير سوقا في البصرة.. والعراقيون سعداء بالعمل مع «وو» و«جو»



يشهد العراق منذ اعوام تدفقاً للعمالة والبضاعة الآسيوية الرخيصة، وبدأ بعض المستثمرين المحليين في فتح قنوات تجارية مباشرة مع دول جنوب آسيا، والصين على وجه التحديد، عبر دبي وهونغ كونغ.

وفي هذا السياق جاء الصينيون بأنفسهم ليعرضوا بضاعتهم عبر افتتاح "السوق الصيني" في البصرة. ورغم ان البعض يرى في هذه الخطوة "إضرارا" بالسوق المحلية، يقول المسؤولون عن هذا المشروع انهم يهدفون للانفتاح على السوق العراقية كما ان علاقتهم مع التجار المحليين "تتكامل" ولا تهدف لمجرد التنافس، كما ان الآسيويين العاملين في التسويق يقولون انهم يشترون بضائع كثيرة من الاسواق المحلية في العشار.

ويقول احمد علي وهو مستورد محلي "نحن نجلب بضاعتنا من أسواق الصين مباشرة وبأسعار تناسب دخل المواطن العراقي، فما الحاجة لجلب الصينيين والآسيويين لمنافستنا في بلادنا؟".

مواد رخيصة!

الإعلامي علي العكيلي يقول ايضا ان السوق الصيني لم يكن بمستوى ما تحتاجه مدينة البصرة فهو عبارة عن "أكشاك لمواد رخيصة مبذولة في أسواقنا". وقال "لدينا على سبيل المثال سوق الخيمة في منطقة الجزائر وهو سوق محلي لكنه من الأسواق النموذجية".

لكن المشرف على السوق محمد فارس قال في حديث لـ"العالم"، ان السوق لا ينافس أحداً، بل "هو محاولة للتواصل مع العالم، خاصة أن العراق ظل معزولا فترة طويلة من الزمن، وهي مبادرة من مركز رجال الأعمال المستقلين بالتعاون مع شركة تاريم الصينية ومقرها في دبي ولها فروع في ماليزيا وسنغافورة وبدعم المحافظة".

ويضيف "ابتدأ السوق في آب (اغسطس) واستمر حتى اليوم، دون ان يؤثر على السوق المحلية علماً ان تنفيذ الفكرة بدأ أساساً في النجف ثم توسعت فشملت البصرة والناصرية، وفي المستقبل ستكون البصرة هي المركز".

وحول البضاعة المعروضة والإضافة الجديدة لما تقدمه السوق العراقية، قال فارس "ليس هناك شيء جديد ويبدو أن المسؤولين في شركة تريم، ليست لديهم فكرة عن احتياجات المواطن البصري وكانوا يعتقدون بأن البلد منهك ويمكن عرض أية بضاعة في أسواقه، لكنهم اكتشفوا أن سوقنا قوية وهناك قدرة شراء عالية لدى المواطن، لذلك بدأوا يفكرون بجلب بضاعة راقية".

وتابع "أوضحنا للمسؤول الصيني وهو مسلم يدعى إبراهيم، احتياجات السوق وسيتم تنويع البضاعة وجلب الأنواع الجيدة، ثم أن المواطنين تدفقوا على السوق الصيني من باب الاطلاع على التجربة ورؤية البائعين الآسيويين، إضافة إلى أن السوق محمية بقوات أمنية وهو ما منح الاطمئنان للعائلات البصرية للتسوق من المكان".

باكستاني في العشار

ويقول فارس ان أحد الباعة الباكستانيين في المشروع الصيني رافقه إلى سوق الجملة في البصرة فاكتشف أن الأسعار ستكون مناسبة أكثر مقارنة بكلفة جلبها عبر دبي من الصين، فتجارنا يستوردون بضاعتهم مباشرة إلى البصرة، لذلك بدأ الباكستاني يتعامل مع التجار العراقيين. كما يقول ان الباعة الآسيويون بدءوا يتبضعون من سوق العشار وهم يتجولون هناك بأنفسهم. وعن نجاح تجربة السوق الصيني وديمومته قال ان "السوق باق، وسيتم استبدال هذه الخيمة بقاعة منظمة، وقد جرى استئجار الأرض من الدولة وسيتم تقطيعها لمحال صغيرة تؤجر لباعة آسيويين وعراقيين".

ربما تشبهون ماليزيا

"العالم" التقت البائع الماليزي الذي دعى نفسه ديفيد، ويعمل في المشروع الصيني، وقد اظهر ارتياحه لوجوده في البصرة.

وقال "كنت اعمل في هونغ كونغ عندما طرحت فكرة القدوم الى البصرة وقد وافقت لأني احب السفر بين البلدان والتعرف على الثقافات. في البداية كانت لدي مخاوف لكني أشعر بالاطمئنان الآن".

ويقول ان العراق "يشبه ماليزيا التي يتعايش فيها عدة أطياف وقوميات، وفيها كذلك مشاكل عرقية وطائفية". ويقول هذا البائع ان البضاعة الحالية هي "تجربة أولى وهي امتياز مشترك صيني وماليزي وهونغ كونغ، والامر سيتطور قريبا". وعن رأيه في البضاعة التي تدخل السوق البصرية قال "البضاعة ليست جيدة كما هي في الخليج، وهذا أمر يعود للتجار العراقيين، لكني آمل بتحسن الأوضاع قريباً خاصة مع تطور دخل الفرد هنا".

وعن بقائه في البصرة قال "مدة أقامتي في البصرة 3 أشهر ثم سأعود للخليج أو ربما اتجه إلى ليبيا".

مع اصدقاء آسيويين

شبان عراقيون اعربوا عن فرحهم بهذه الخطوة من نواح اخرى. ويقول أحمد غازي وهو طالب في جامعة البصرة ويعمل بائعا في السوق الصيني، أن عمله أتاح له التعرف على أصدقاء من الصين وهونغ كونغ، وهم خريجو جامعات بدأ بمراسلتهم على الانترنت.

ويشرح أحمد كيفية حصوله على فرصة عمل في السوق الصيني حين كان يتردد عليه فالتقى "أحد الصينيين اسمه (وو) ويلقب نفسه (فرانك)، فارتبطنا بصداقة وعرفني على زوجته وعرض علي العمل لتسهيل الترجمة، وهذه الفرصة فتحت لي آفاقا للتعرف على أشخاص من ثقافات مختلفة".

ويضيف غازي "استفدت من التجربة ولفت نظري اهتمام الصينيين بمفهوم الوقت والانضباط في العمل".

ويقول غازي انه وبعد سفر "وو" استلم محلا آخر لبائعة صينية تدعى "جو"، وهو يعمل بأجر يومي قدره 10 آلاف دينار، من الساعة الرابعة مساء حتى الحادية عشر ليلا، مع أننا لا نبقى حتى هذه الساعة في أغلب الأحيان.

نساؤكم بلا عمل

البائع الماليزي ديفيد لم يفته ان يسجل استغرابا من عدم انخراط النساء العراقيات في الأعمال الحرة بنسبة كافية، وقال ان الجميع في دول جنوب آسيا يعمل، والنساء في ماليزيا وهونغ كونغ يعملن بصورة مستمرة، ويعتبرن أنفسهن ميتات إذا كن بدون عمل، والأمر ينطبق حتى على المسلمات في ماليزيا، لكنني لم أشاهد نسبة عاملات مناسبة في العراق. وزاد "استغربت من رؤية رجال كثيرين هنا يدفعون ثمن ما تتبضعه نساؤهم، لكن هذا يتعلق باختلاف الثقافات

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار