٠٤ سبتمبر ٢٠١٠

الصينيون.. 21 سمة تميّزهم عـن شعوب العالم



يورد كتاب نقل إلى العربية ما اسماه طريقة تفكير الصينيين وفلسفتهم في الحياة في أقسامه الثلاثة التي تتحدث عن السلوك الاجتماعي والعائلة والمبادئ الاخلاقية. ويتحدث الكتاب في هذه المجالات عن 21 سمة تميّز بها الشعب الصين،ي فاختلف فيها مع الآخرين حيناً والتقى معهم حيناً آخر، ربما بسبب التطوّر الحديث في بعض الحالات.

ومن الموضوعات البارزة في تلك السمات «الميانزي» و«المهجونج» بمعنى الشخص المطبوخ والآخر غير المطبوخ. إلا أننا في حالات كثيرة نتوصل ـ وذلك باعتراف المؤلف الصيني نفسه ـ إلى اختلافات في أنماط التفكير والحياة بين الشرق والغرب وإلى اكتشاف أن أوضاع الإنسان على تباينها يصح فيها التعبير المصري الشائع «كله زي بعضه». تجارب الإنسان تتشابه والناس تسير كما يبدو نحو نوع من العولمة الثقافية والاجتماعية.

أما اسم الكتاب فهو «طريقتنا في تفكير فلسفة الحياة الصينية» وقد كتبه رجل فكر أكاديمي هو الدكتور لي جانج. أما ترجمته من الإنجليزية فهي للمترجمة ررفيف غدار. وقد جاء الكتاب في 87 صفحة متوسطة القطع وصدر عن «سينولينغوا» وعن «الدار العربية للعلوم ناشرون».

لي جانج دكتور في الفلسفة وأستاذ في جامعة بكين للبريد والاتصالات وتتركز أبحاثه على الدراسة المقارنة بين الثقافتين الشرقية والغربية والفلسفة الاجتماعية، وخلال دراسته في جامعة كيمبردج البريطانية كان رئيس منتدى كيمبردج للصين، وله مؤلفات عدة.

في «تمهيد» تحدث لي جانج فقال إنه «كعالم شغوف ومهتم كثيراً بشأن الدراسة المقارنة للثقافتين الشرقية والغربية».. قرأ كثيرا في هذا المجال ونشر كثيراً من الكتابات، لكن معظمها كانت اعمالاً أكاديمية.

وأضاف أن «فرصة سنحت له للدراسة في بريطانيا، وقد كانت البيئة الثقافية هناك هي التي أتاحت لي الفهم المباشر للثقافة الغربية الذي كان في السابق مقدراً استقرائياً من مصادر إعلامية متنوعة»، كما كان مجبراً على إعادة النظر في الأشياء التي كان قد قرأها وفكر في شأنها في الماضي.

وقال: «في غضون ذلك ذهلت مرات عدة بالاختلافات بين الثقافتين خلال أقامتي هناك، ما زودني بانطباع يصعب محوه للقول الصيني القديم: ليس كافياً أبداً أن تمعن التفكير بالنظرية.. لن يدرك المرء صعوبة المهمة إلى أن يقوم بها بنفسه».

تنوّع

وفي مجال حديثه عن «استقراء خصائص السلوك للصينيين» قال: «ليس هناك شعب صيني موحد السلوك في الحياة الواقعية تقليدية كانت أم حديثة.. على العكس الصينيون متنوعون، إذا لم نقل إنهم متناقضون». وتابع قوله إن الصينيين «في المجتمع التقليدي يتميزون بثباتهم على المبدأ او بتعبير آخر لقد اتخذوا بالفعل شكلاً معينا. ولكن ما نحن بحاجة الى توضيحه يتعلق اكثر بصين اليوم وشعبها». خضع المجتمع الصيني لفترة من التحول الهائل خلال العقود الاخيرة فقد ادت سياسة الإصلاح والانفتاح والشروع في وضع حد للقديم وترسيخ الجديد الى أحداث تغييرات ملحوظة في المجتمع ككل.

«إن المجتمع والناس الذين هم وسط هذه التغييرات يمكن أن يحتفظوا بالعادات الثقافية للمجتمع التقليدي الذي دام لآلاف من السنين، وأن يتبنوا في الوقت نفسه أفكاراً ومقومات جديدة سببها الاندماج المتزايد مع بقية العالم». وحين اعدت النظر بترو قررت في النهاية ان اقدم الى القراء «حالات متناقضة» لأنني لا استطيع بغير هذه الطريقة أن أصف الشعب الصيني بشكل صادق».

وفي باب السلوك الاجتماعي وتحت عنوان «الميانزي ترجح كل شيء» قال الكاتب إن «الميانزي هي كلمة مهمة ومثيرة للاهتمام في اللغة الصينية الرئيسة، وقد تطورت من معناها الحرفي الى مرادف لكلمة (الكرامة)». وحتى ما وراء ذلك.. يقول لو اكسان، وهو كاتب صيني عصري، إن «الميانزي هي الاخلاقية الاساسية للصينيين. تشبه الميانزي الضفيرة التي كان يعقدها الجميع في الجزء الخلفي من رؤوسهم خـلال عهـد مانشـو.. ما ان يمسك بضفيرتـه لا يستطيع المرء ان يتحرك خطوة واحدة ويصبح تحت سيطرة الشخص الآخر.. ان الوعي للاعتبار «او الكرامة» هو ظاهرة نموذجية في الثقافة الصينية.. فإن الصينيين يراعون تماماً مشاعر الآخرين وآراءهم».

الصداقة

وتحدث بعدها عن «الصداقة الأخوية» فقال إن «هناك علاقة فريدة في المجتمع الصيني الصداقة الاخوية.. انها علاقة متينة وامتداد لمفهوم الاخوة الكونفوشيوسي في السلوك الاجتماعي». تختلف الصداقة عن قرابة الدم، هناك قول صيني «يعتمد المرء في البيت على والديه وفي الخارج على أصدقائه».

يعتقد الصينيون ان الاخوة هم تماماً مثل الايدي والاقدام ولهذا هم لا يدعون أصدقاءهم «اخوة» فحسب، بل يعاملونهم ايضا مثل اخوتهم».

وينتقل إلى «فن السلوك الصيني في لعب المهجونج» فيقول: «في الصين لا يمكن للإنسان أن ينجح بالذكاء وحده وما يحدد نجاحه ليس حاصل ذكائه العقلي «اي.كيو»، وانما حاصل ذكائه العاطفي «ئي.كيو». يجسد لعب المهجونج فن السلوك الصيني على أحسن وجه، ويبدو أن اللعبة قد ابتدعت بصورة مثالية للصينيين. هي لعبة تعتمد على الحظ وليس على التنافس الفكري. وبالمنطق الصيني أليست أكثر الألعاب تعقيداً هي اللعبة التي يمكن أن تجعل أكثر الناس ذكاءً من حيرة في أمرهم».

الاعتذار

وفي الحديث عن الدلالات المختلفة لكلمة «آسف» قال إن «الأجانب قد يجدون ان الصينيين لا يقولون كلمة «آسف» في حياتهم اليومية، ولهذا يساء فهم الصينيين، ويظن انهم يخافون من الاعتراف بأخطائهم وغير مستعدين للاعتذار».

إن مفهوم «الشن شي» الصيني ينصح الناس بألا يتسرعوا في قول اي شيء في اي وقت وألا يقوموا بأفعال ستجعلهم يندمون لاحقا. بهذه الطريقة فقط يمكن تجنب قول كلمة «آسف»، اما اذا قام شخص بأمر وندم عليه فإن الاعتذار في هذه الحالة يجب أن يكون نابعا من القلب ولا يجب قول كلمة «اسف بلامبالاة».

إلا أنه اضاف أنه مع «اندماج الصين المتزايد مع العالم تصبح كلمة اسف مقبولة على نطاق واسع من قبل الشعب الصيني». ويتحدث عن «التناغم» وهو شأن مهم في الثقافة الصينية ويرمز الى حياة اجتماعية مستقرة ومتكاملة.

وتحت عنوان «ثقافة الأكل» يتحدث لي جانج عن قول لحكماء الصين القدماء عن أن «الطعام هو اكثر ما يهم الناس»، ويتحدث عن أمور منها مع من تأكل وكيف تأكل وأين وماذا تأكل.. لقد كان الأكل لفترة طويلة قوة ثقافية في الصين.

يرتبط العديد من المفاهيم الصينية التقليدية بالأكل، على سبيل المثال، يقال للغريب «رين ـ شخص»، «شينج ـ غير مطبوخ»، بينما يقال لأي من المعارف «رين ـ شخص»، «شو ـ مطبوخ»، نقاط عدة اخرى كتب عنها وأرانا استمرار بعضها او كيف تعايش مع الحاضر، وأشار إلى سعي الإنسان شرقاً وغرباً إلى صون حياته بطرق تبدو متناقضة ومختلفة، لكنها قد تتشابه رغم ما يبدو من تباين.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار