وتقول هيئة التطوير السياحية في مقاطعة غرب البنغال، أنها تنوي تعيير الملامح السياحية في المقاطعة وتغيير انطباع الزائرين للمدينة، وتنوي الهيئة تحويل الحي إلى وجهة سياحية شأنه شأن الأحياء الصينية في سان فرانسيسكو ونيويورك. ويعيش الصينيون في كلكتا بمعزل عن بقية السكان ويعملون في مهن شاقة وينامون في مساكن متهالكة، وقد تعرضوا للمضايقات والنبذ خلال الحرب بين الصين والهند في ،1962 ويقول أحد سكان الحي، ويدعى تشانغ إن «الجيل الذي غرس الشجرة ليس مثل الجيل الذي يستغل ثمارها»، مشيرا إلى معاناة أجداده.
ازدهرت صناعة الجلود في الحي الصيني، وتحسنت ظروف المعيشة إلى حد كبير، لكن ذلك انتهى بمنع حاكم المقاطعة مزاولة هذا النشاط في عام ،2001 ولم يبق من الورش الكثيرة إلا بعض المخازن التي يعمل أصحابها في السر، خشية أن تكتشف السلطات أمرهم، ويعمل حرفيون في الخفاء منذ تسع سنوات، ويحاولون تسويق منتجاتهم خارج الحي، ونظرا لقلة فرص العمل قرر كثير من سكان الحي الصيني الهجرة خارج الهند، بعد أن تعلموا اللغة الانجليزية جيدا، ويستقبل هؤلاء بصدر رحب في الولايات المتحدة وكندا وهونغ كونغ، وغيرها من البلدان التي توفر لهم فرص عمل مناسبة وظروفاً معيشية أفضل. وفي المقابل تدرك سلطات مدينة كلكتا، التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة، أهمية الحي من الناحية الاقتصادية وساعدت بعض التجار على فتح محال تجارية، ولا تجد المطاعم الصينية إقبالا كبيرا من طرف العائلات، بسبب أطباق الطعام الغريبة التي تقدمها، ومع ذلك يتوقع المسؤولون في المدينة أن يزيد النشاط، ويصبح المكان وجهة السياح.
يرى بعض السكان أن اهتمام السلطات بحيهم ومحاولة إعادة تأهيله، دليل على أن الحكومة المحلية تهتم بمشكلاتهم، إلا أن آخرين يعتقدون أن كل من ترك الحي لن يعود مجددا، لأن فرص العمل قليلة، كما يشكك رجال أعمال في كلكتا في أن يتحول الحي الصيني إلى معلم سياحي، وقد استعان تجار محليون برؤوس أمول جاءت من الوطن الأم ـ الصين، لإطلاق مشروعات جديدة. ويقول البعض إن سكان الحي الصيني لا يثقون بوعود الحكومة، ويفضلون الاعتماد على أنفسهم أو الرحيل، ويقول أحدهم، «يحاول رجال السياسة إقناعنا بأنهم يهتمون بنا، لكنهم يجعلون حياتنا أكثر صعوبة».