٢٧ ربيع الآخر ١٤٣١

العلاقات الأردنية - الصينية ... في ذكراها الثالثة والثلاثين



صادف الخامس من هذا الشهر، نيسان-ابريل، 2010، الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية. ففي هذا اليوم تم تدشين الخطوة الأولى للعلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وبرعاية كريمة من لدن جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله والقيادة الصينية. وقد جاءت هذه الخطوة بعد ان اعترفت الولايات المتحدة والعالم بأسره بان الصين الشعبية هي الممثل للشعب والدولة الصينية، وهي الوريث الشرعي لمقعد الصين الدائم في مجلس الأمن الدولي.

وتعتبر هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين الدولتين: الأردن والصين، وعلى المستويات كافة، سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو الثقافية، أو التنسيق المشترك فيما يتعلق بالقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتشترك الأمة العربية، وعلى رأسها الأردن، مع الأمة الصينية في العديد من العوامل المشتركة كالتاريخ الغني، والثقافة المتجذرة الثرية، وبعلاقات تاريخية بينية متميزة، ومستقبل واعد، بالرغم مما تعانيه الأمة العربية و التي ما زالت تحبو عسى ولعل أن تجد لها مكانا في زحام العولمة والتطور الكوني المتسارع. كما يساهم المستوى القيمي والأخلاقي للثقافتين العربية و الصينية وحضارتيها ، عامل تجذير لعلاقات الصداقة بين الصين والأمة العربية بشكل عام والأردن بشكل خاص.

كما يجب أن تكون الصين ومسيرتها عبرة لنا نحن معشر العرب كأمة لا ينقصها إلا الإرادة. فالصين التي لم يتجاوز دخلها القومي في عام 1979( 140) مليار دولار، وصل هذا الرقم إلى أكثر من 2500 مليار دولار في عام 2009. كما قفزت قيمة صادراتها من 20 مليار دولار في عام 1979 إلى أكثر من 1800 مليار دولار عام 2009.

وفي اللحظة التي لم يكن احتياطي البنك المركزي الصيني من العملات الصعبة عام 1979 )200(مليون دولار، وصل هذا الرقم إلى مليارات الدولات. كما تقضي الخطة الاقتصادية الصينية للسنوات المقبلة بان يتعدى الإنتاج القومي الصيني رقم أل 4000 مليار دولار في عام 2020، ليصل نصيب الفرد إلى أكثر من 3000 دولار سنوياً.

كما يعتبر تعايش الصين مع الزيادة السكانية الكبيرة والتي تصل إلى حوالي 1400 مليون نسمة، ومواءمتها بين مستوى هذه الزيادة والناتج القومي، إنجاز كبير قد تعجز أي دولة أخرى عن التعامل معه، حيث استطاعت تحويل العامل الديمغرافي من عبء اقتصادي إلى حافز اقتصادي وعامل ايجابي في التطور.

ويستقرىء المراقب اهتمام الصين الكبير بعلاقاتها التاريخية مع العرب وتطويرها وخاصة مع الأردن، حيث تلعب هذه العلاقات دورا لا يمكن تجاهله في رسم السياسة الخارجية لدولة الصين.

كما تشكل علاقاتها مع الأردن محط اهتمام ومتابعة وعلى أعلى المستويات، خاصة إعجابهم بديناميكية جلالة الملك عبدالله الثاني وحسن إدارته للسياسة الخارجية الأردنية ومدى النجاح الذي وصلت إليه، بالرغم من التحديات التي تواجهها.

إن الصين، عملاق المرحلة القادمة، ذلك لا بد لنا كعرب من الاستفادة من تجربتها الغنية، عسى أن نتجاوز العديد من الكوابح أمام وحدتنا وتطورنا.

إن الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقة العلاقات الأردنية-الصينية، وبرعاية القيادتين الأردنية والصينية، تمثل نقطة انطلاق لمثالية العلاقات الايجابية والمتبادلة بين الأصدقاء.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار