٢٧ صفر ١٤٣١

التوتر الأميركي الصيني مضر بالعالم




تشهد العلاقات الأميركية الصينية مزيدا من البرودة هذه الأيام في خلافات الدولتين بشأن قضايا تتعلق بصفقة الأسلحة الأميركية لتايوان والزيارة المتوقعة لزعيم التبت الدلاي لاما إلى واشنطن وموقف الصين الرافض لتوسيع العقوبات ضد إيران ودور بكين في تعويم عملة البلاد وجعلها دولية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يبدو على صواب في محاولاته الضغط على بكين التصرف بعقلانية إزاء جملة القضايا الخلافية السابقة، بالإضافة إلى دعوته الصين احترام حقوق الإنسان وإلى حسن التصرف مع شعبها بحد ذاته.

وأوضحت نيويورك تايمز في افتتاحيتها أنه لا بد أن الصين بقوتها الصاعدة تدرك حجم المخاوف والامتعاض الذي تسببه للولايات المتحدة في ظل تمدد النفوذ الصيني في آسيا والغرب عموما.

وأبدت الصحيفة صورة قاتمة بشأن أي تقدم محتمل على المستوى العالمي إزاء قضايا تتعلق بالاقتصاد الدولي أو الانحباس الحراري أو تعاظم الطموحات الإيرانية النووية، ما لم تعمل واشنطن وبكين جاهدتين لحل مشاكلهما والتخلص من خلافاتهما التي من شأنها الإضرار بمصالح العالم.


فرض عقوبات
ومضت إلى أن أبرز الخلافات تلك المتمثلة في صفقة الأسلحة الأميركية إلى تايوان أو إلى البلد الذي تعتبره الصين "جزءا لا يتجزأ" من التراب الصيني، حيث تقدر الصفقة بأكثر من ستة مليارات دولار وتشمل مروحيات حربية وصواريخ باتريوت مطورة وأسلحة دفاعية أخرى، ما حدا بالصين في المقابل إلى فرض عقوبات ضد الشركات الأميركية المعنية بإنتاج الأسلحة.

وتأتي ردود الفعل الصينية الأخرى المتمثلة في قطعها التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بالرغم من كون أوباما كان أعلم نظيره الصيني هو جينتاو في قمة بكين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن صفقة الأسلحة لتايوان هي جزء من اتفاق عقده الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وأن أوباما أوضح لمضيفه الصيني أنه استثنى من الصفقة طائرات إف16 وغواصات تعمل بالديزل.

وقالت نيويورك تايمز إن صفقة الأسلحة لتايوان ليس من شأنها تشجيع تايوان على الاستقلال، بل هي تمنح رئيس تايوان ما ينغ جيو الثقة كي يواصل جهوده لتحسين علاقاته مع الصين أو الأرض الأم التي تقوم بتطوير ترسانتها العسكرية وتنصب أكثر من ألف صاروخ على امتداد السواحل التايوانية.

طهران أعلنت في أكثر من مناسبة أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية (الفرنسية-أرشيف)
الطموحات النووية
وبينما تبدو بكين غاضبة إزاء احتمال استقبال أوباما للدلاي لاما في البيت الأبيض، فإنها في المقابل تتخذ موقفا محبطا لجهود كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا الرامية إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي بفرض عقوبات قاسية ضد طهران إزاء الطموحات النووية الإيرانية.

وفي حين تسعى الإدارة الأميركية عبر السعودية ودول أخرى للضغط على بكين كي تبدل من موقفها إزاء فرض عقوبات ضد طهران، مضت الصحيفة إلى أن أي صراع قد ينشأ بسبب البرنامج النووي الإيراني من شأنه أن يرفع أسعار النفط وأن يعرقل طرق التجارة الصينية نفسها.

ويتوقع مسؤولون أميركيون أن يقوم الصينيون بتعديل موقفهم إزاء التوتر في علاقات البلدين، ويأملون في استمرار التعاون العسكري ولو على المستوى المتوسط وأن تتحقق القمة المرتقبة في واشنطن بحضور هو جينتاو نفسه.

وبينما يرى مسؤولون أميركيون أن بكين لن تواصل طريقها في اتخاذ مواقف صلبة ضد واشنطن، يرى محللون أن الصين ماضية في المبالغة في ردة الفعل، وأن ذلك ليس من مصلحة أي من الدولتين.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار