الجلود المصرية الخام تصدر للخارج، والجلد الصينى المصنع آليا نستورده، هذا هو حال صناعة الجلود فى مصر، فبالرغم أن الجلود الطبيعية المصرية تمثل نسبة كبيرة فى إنتاجها، إلا أننا نقوم باستيراد الجلد الصناعى "الإسكاى" من الصين، فمعظم المنتجات الجلدية التى تغرق السوق المصرية من المنتجات الصينية، رغم أننا ننتج كميات كبيرة من الجلود الطبيعية، ولذلك يتم تصديرها على شكل جلود خام غير مصنعة. يقول المهندس عبد الرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود، وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، وصاحب إحدى شركات دباغة الجلود، إن قطاع الجلود ينقسم إلى قسمين الدباغة والمنتجات الجلدية، ويمثل عام 2000 علامة فارقة فى صناعة ودباغة الجلود بعد أن تحولت إلى صناعة تصدر إلى الخارج منذ هذا التاريخ، حيث يتم تصدير الجلود الخام بنسبة 70%، ويتم استخدام 30% منه فقط للاستخدام المحلى، وبدأت المقاومة الشرسة من جانب صناع الجلود أنفسهم لوقف تصدير الجلود الخام، بحجة عدم وجود ما يحتاجونه من الجلد الخام، ولكن هذا ليس مبرراً، لأن الجلود المصرية متوافرة، ولكن المشكلة الحقيقية هى أن صناع الأحذية والشنط وصناع الجلد الطبيعى عموما لم يطوروا أنفسهم، وصناعتهم، مع الركب العالمى السائد فى جميع دول العالم، فمازالت الصناعات الجلدية المصرية صناعات يدوية تقليدية، وهذا أسلوب قديم، وإنما المتبع حاليا عالميا هو الإنتاج الآلى الذى اتخذه العالم، فى حين أن مصر حتى الآن، 98% من مصانعها تعمل بالأسلوب اليدوى القديم، لذلك فإن الحذاء الذى يتم تصنيعه فى الخارج، تكلفته أقل من الحذاء الذى يتم تصنيعه داخل مصر، مما جعل المستهلك المصرى يعزف عن شراء المنتجات المصرية من الجلد الطبيعى مقارنة بالمنتج العالمى "الصينى"، نتيجة لرخص المنتجات الصينية، حيث إن المنتجات الصيفية من الأحذية النسائية لا يتم التدقيق فيها لاختيارها من الجلد الطبيعى، فالأحذية المغلقة من الجلد الصناعى لا تتيح بتنفس الجلد، ودخول الهواء إلى القدم عكس الجلد الطبيعى الذى يتميز بهذه الخاصية، ومن ثم فإن الجلد الصناعى يؤدى إلى صدور رائحة كريهة من القدم، مما يسبب مشكلة كبيرة للذين يلجأون إلى الأحذية المصنوعة من الجلد الصناعى. ويقول، نتيجة الغزو الصينى للسوق المصرى، فإن هذا ينعكس على دباغة وصناعة الجلود المصرية، لأنه لا يوجد طلب من جانب صناع الجلود على الجلد الطبيعى، وبالتالى نلجأ إلى التصدير لتغطية تكاليف العمالة وصناع الجلود يبررون اللجوء إلى المنتجات الصينية، بحجة عدم وجود جلود طبيعية، وهذا غير صحيح، حيث إنه يهدف لمنعنا من التصدير، أن يجعل ثمن الجلود المصرية رخيصة جدا، حتى يشتريها بأسعار زهيدة، ويبيعها بأسعار مرتفعة والتاجر المصرى يلجأ إلى الصينى لرخص ثمنه، وحاليا يتم التصنيع فى الصين نفسها. ويرى أنه لحل هذه المشكلة، لابد من تطوير الصناعات الجلدية المصرية، وترك الصناعات اليدوية واللجوء إلى الصناعة الآلية.