١٩ ربيع الأول ١٤٣٣

الإعلام الصيني يصف الوضع المصري بـ(الأكثر صعوبة) في ذكرى تنحي مبارك


أفردت الصحف الصينية، الصادرة اليوم السبت، مساحات مطولة تضم تعليقات ومقالات لكبار محلليها، بمناسبة الذكرى الأولى لتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك وتخليه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون مصر في 11 فبراير من العام الماضي 2011 بعد اندلاع ثورة 25 يناير.

وذكرت كثير من الصحف الصينية اليوم أن سقوط نظام مبارك تحقق نتيجة انحياز الجيش لثورة الشعب، وأن الجيش المصري يحافظ على قوته ومكانته على الأصعدة كافة، رغم أنه لم يعرف حتى الآن من سيقود مصر خلال فترة ما بعد انتخابات الرئاسة المقبلة".

وأشارت إلى أنه "على الرغم من مضي سنة كاملة اليوم على تنحي الرئيس السابق، فإن العملية الديمقراطية في مصر لا تزال تشهد حالة من "عدم اليقين"، ولا تزال حالة عدم الاستقرار الأمني الاجتماعي مستمرة داخل الشارع المصري، ووصفت حياة الشعب المصرى بأنها أصبحت (أكثر صعوبة)، مع زيادة العجز الحكومي، واستشهدت بما ذكرته الصحف المصرية من أن (الشعب المصري قد يكون أكثر حرية، ولكن مصر تواجه أيضا عجزا ماليا كبيرا)".

وقال ماشياو لين -المحلل والخبير الصيني فى شئون الشرق الأوسط- إن "التيار الإسلامى يحتل مكانة هامة في المجتمع المصري"، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر باتت مختلفة عما كانت عليه قبل الإطاحة بنظام مبارك، وأصبحت معتدلة فى مبادئها الخاصة بإدارة الدولة وعقائدها السياسية، وبدأت تظهر قدرًا أكبر من الصبر والأناة تجاه الحياة الاجتماعية".

وقال لين، في حوار له مع أحد البرامج الحوارية بالتليفزيون الصيني "سي سي تي في": إن "التاريخ أتاح للنفوذ السياسي الإسلامي فرصة لأن يصعد إلى الساحة السياسية عبر الشعب، متسائلا: "هل ستدير الأحزاب الإسلامية الدولة بشكل جيد؟، وهل تستطيع أن تخرج الدول العربية من الوضع الصعب الراهن؟ وهل يمكن أن تلحق مصر بآخر قطار للعولمة والعصرنة؟" وأضاف: إن كل هذه التساؤلات هي تحديات كبيرة وطويلة الأمد".

وتوقع الخبير الصيني أن "تنهار كل النظم الدكتاتورية بشكل كامل بعد التغييرات التى شهدها العالم العربي الذى دخل عصرًا آخر مختلفا عن عصر حكم الفرد الواحد.. مضيفا أنه من ناحية أخرى لا تستطيع الأحزاب الصعود إلى بؤرة الساحة السياسية إلا بدعم واسع من الشعب لعقائدها ومبادئها المتعلقة بإدارة الدولة، حيث
إنه لو لم تجتهد فيما تقوم به من عمل، ستفوتها الفرصة".

وأضاف المحلل الصيني أن بعض النظم الجديدة حاليا تنقصها الخبرة فى إدارة الدولة، إذ إن الشعب اختارها من منطلق كراهيته للنظم السابقة، كما يرى أنه فى الأعوام العشرة أو العشرين القادمة، قد تركز الأحزاب بشدة على النزاعات السياسية فيما بينها وتتجاهل الأوضاع المعيشية للشعب التى بات من الصعب خروجها من حالتها الراهنة".

أما صحيفة "سينوفيشون" الصينية فذكرت فى تعليق لها اليوم: "إن الاقتصاد المصري سيظل يعانى نتيجة الاضطرابات لمدة عام واحد، مشيرة إلى أن الديون المصرية تصاعدت إلى درجة لم تشهدها البلاد من قبل، وأن النمو الاقتصادي فى مصر مضى بخطى بطيئة للغاية لدرجة التوقف فى بعض الأحيان خلال السنة الماضية، كما انخفض احتياطي النقد الأجنبي إلى أدنى مستوى له.

وترى الصحيفة الصينية أن "إعادة بناء الاقتصاد قد تصبح أهم التحديات أمام الجماهير المصرية وقيادتها الجديدة، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة في مصر قد تطبق سياسة خفض سعر صرف الجنيه المصري من أجل تخفيف الأزمة المالية الشديدة، الأمر الذي سيؤدي إلى تصاعد أسعار المواد الأساسية بما فيها الأغذية".

وفي مقال بصحيفة "نايفانج" الصينية نطالع: "إن الشعب المصري قد يتطلع إلى المزيد من النظام الجديد، ونقلت عن أحد الكتاب قوله: "إن عملية الإصلاح السياسي تسير بخطى بطيئة جدًا، وأنه رغم أن الديمقراطية في مصر لم تكتمل بعد، إلا أن المصريين أصبحوا يتمتعون بحق التصويت الحر، وتسنى لهم الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية بشكل حر وعادل، ونوهت إلى أن الشعب المصري سيطالب بمزيد من الديمقراطية في ظل أي حكم جديد ولن يسمح بوجود نظام ديكتاتوري جديد".

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار