٠٧ ربيع الأول ١٤٣٣

حكايات من الصين


عبدالإله عبد القادر
عندما تزور الصين، ستواجه العديد من الحكايات في كل خطوة تخطوها.
لا يحق لأي زوجين في الصين أن يكون لهما أكثر من ولد، أكان ذكراً أم أنثى، أي أن الصينيين يفقدون معنى الأخوة. سألت الأصدقاء الصينيين عن شعورهم.. بعضهم عبر عن غربته، وبعضهم عوض العلاقة بابن العم ، أو الخالة.
زرت الأوركسترا السيمفونية الوطنية، وحاولت أن أحصي العازفين والمنشدين وأنا أتمتع بسماع عزف أشهر السيمفونيات العالمية، عجزت، ثم استعنت بمرافقي الصيني الذي أكد أن عددهم 300 عازف ومنشد من الجنسين.
فلاح صيني، لا يعرف غير لغة بلاده، وقع لي بحروف صينية على ألبوم ضخم لمتحف أثري، قادته المصادفة إلى اكتشاف كل محتوياته التي دفنت قبل آلاف السنين. حكاية طريفة لفلاح كان يحرث أرضه فعثر على تمثال، فآخر، فثالث. فتوقف عن الحراثة، واتصل بالسلطات المتخصصة، وجاء العلماء ونقبوا في أرض الفلاح، واكتشفوا مدينة كاملة مدفونة تحت الأرض، ومئات الجنود، مع خيولهم وأسلحتهم.
وبقيت ساعات طويلة أحاول أن ألملم أطراف المدينة، بعد أن تعبت من المشي أكثر من خمسة كيلو مترات، وإن لم أستطع أن أطلع على كل أبعاد المتحف والمدينة، ثم قادني مرافقي إلى القاعة الرئيسية، حيث تصدرها الفلاح مبتسماً ومُرحباً، ثم تناول نسخة من ألبوم المتحف ووقع عليها.. قال مرافقي: "المصادفة وحدها جعلت هذا الفلاح مشهوراً". قطعت المسافة بالقطار الرصاصة ما بين شنغهاي ومدينة سوتشو في عشرين دقيقة .. كانت المسافة أكثر من 150 كيلو متراً، وسرعة القطار نحو 350 كيلو متراً في الساعة.
تاجر غبي كما يسميه الصينيون، كان يشكو من وحدته وعدم وجود أصدقاء، فبنى حديقة وقصراً، فظنه الناس غبياً، إلا أن قصره وحديقته اُعتبرت من التراث العالمي لليونسكو.
" لي تين جنغ " أراد أن يبني مركز تسوق على قطعة أرض تجارية اشتراها وسط حي تجاري، واكتشف عند بدء الحفر بمشروعه، أنها بداية طريق الحرير التاريخي، ثم اكتشف مدينة كاملة تحت الأرض، فبدلاً من بناء المركز التجاري، بنى متحفاً استثماريا ً يتألف من طابقين تحت الأرض، و4 طوابق سطحية، وعشرين ألف قطعة أثرية لسوق الحرير، كمرحلة أولى من المتحف الذي سيبدأ ببناء مرحلته الثانية، وكلف حتى الآن نحو خمسة مليارات ين صيني.
" المسلمون العرب " بنوا المسجد الأكبر في مدينة شيعان القديمة عام 700 ميلادية، وأحاطوا المسجد بغرف للدراسة، وتكثف الإقبال عليه من طلبة العلم، وحفروا القرآن الكريم بالكامل على خشب البلوط الذي غطى جدران المسجد.
هذه بعض حكايات من سلسلة أخرى طريفة لابد أنك ستصدم بها عند كل خطوة، وأنت تطوف أرجاء قارة الصين الكبرى، إن صح تعبيري.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار