٢٦ صفر ١٤٣٣

صنع للصين


المصدر: 
  • «وكالة الأنباء الصينية»
قال أحد التجار البريطانيين قبل 100 سنة انه اذا استطعنا اقناع الصينيين باطالة ذيول قمصانهم بوصة واحدة, فستعمل المصانع في لانكشاير البريطانية ليلا ونهارا.

وقد أدرك هذا التاجر قوة الاستهلاك الكامنة في الصين في ذلك الوقت, وربما لم يتوقع صعود ظاهرة: صنع للصين.
ويفضل التجار المعاصرون اغتنام الفرص التجارية الخيالية حيث أدخلوا المنتجات والخدمات الى الصين وصنعوا المنتجات للصين حسب الاحتياجات المحددة للصينيين. وشرعت المؤسسات الاجنبية أكثر فأكثر في تصميم منتجات وماركات خاصة للسوق الصينية حيث قدمت شركة كنتاكى فرايد تشيكن " زلابية سليمة ", وأطلقت شركة هيرميس ماركة " شانغ شيا", وباعت شركة بى ام دبليو موديلا محددا للسيارات الفاخرة في الصين.
وأنشأت شركة لوزوتيكا -- أكبر شركة للنظارات في ايطاليا مركز آسيا - الباسيفيك للتصميم في بلدية شانغهاى حيث تخصص بتصميم المنتجات حسب ملامح وجوه الصينيين. وطبعت شركة آبل شعار " صمم في كاليفورنيا وصنع للصين " على " تي شيرت " مجاني عند افتتاح متجرها الجديد فى شانغهاى, وكانت معروفة ب" صمم في كاليفورنيا وصنع في الصين" من قبل.
وأشار تقرير من موقع الشبكة لمراقبة الاتجاهات الدولية الى ان ظاهرة " صنع للصين " تعكس اتجاه تحول الاقتصاد والقوة الاستهلاكية العالمية الى الاقتصادات الناشئة. وتعرف الصين باسم " مصنع العالم " منذ فترة طويلة, وبيعت المنتجات " المصنوعة في الصين " في أنحاء العالم. وأصبحت السوق الصينية مكانا تتنافس فيه المؤسسات العابرة للقارات بفضل امكانيات السوق الكبيرة مع ارتفاع القوة الشاملة الاقتصادية الصينية.
وقال لو هاى تشينغ ، نائب رئيس الفرع الصينى لشركة تيسكو ان الصين قد أصبحت ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة مصدرة وثاني أكبر دولة مستوردة في العالم, وهذا يقرر السعة المنفتحة للسوق الصينية حيث يوجد مجال واسع لعمل المؤسسات الأجنبية فيه.
ودخلت شركة تيسكو السوق الصينية في عام 2004 بصفتها ثالث أكبر مؤسسة للبيع بالتجزئة, وقد أنشأت أكثر من مئة متجر ومحل سوبر ماركت في الصين حتى الآن . وأشار لو الى ان نحو 4 ملايين زبون استهلكوا في هذه المتاجر والمحلات كل سنة. وفى نفس الوقت, يطالب المستهلكون بأحسن جودة وأكبر كمية للمنتجات في الوقت الراهن .
ويفيد صعود السوق الاستهلاكية الصينية كثيرا من المؤسسات الخارجية على خلفية تعقد الوضع الاقتصادي وانكماش الاقتصاد العالمي. ودفعت التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة نحو زيادة الاستهلاك . وأوضحت المعلومات الواردة من مصلحة الدولة للاحصاء ان إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية الاجتماعية بلغ 16.3486تريليون يوان أي نحو 2.5 تريليون دولار في فترة يناير - نوفمبر 2011 بزيادة 17% على أساس سنوي, ويعادل هذا الرقم أربعة أضعاف إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية الاجتماعية في عام 2001 كله.
وقررت الحكومة الصينية في منتصف ديسمبر 2011 وضع نقاط رئيسية لتوسيع الطلب المحلى لضمان وتحسين معيشة الشعب وتسريع تطوير صناعة الخدمات ورفع نسبة المواطنين ذوي الدخول المتوسطة. واعتبر المحللون ان الصين وضعت نقاط رئيسية لتوسيع الطلب المحلى في رفع نسبة المواطنين من ذوي الدخول المتوسطة " تعالج مشاكلهم الحاسمة.
وتدفع ازدهار السوق الاستهلاكية . وقال ليو يو هوي مدير مركز التقييم الاقتصادي الصيني لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية ان خفض الضرائب يعد أمرا مهما لرفع نسبة ذوي الدخول المتوسطة ، وسيزداد الاستهلاك مع زيادة نسبة دخل العائلات في الدخل القومي. وتعد إمكانية التطوير والآفاق الواسعة عوامل مهمة لتفاؤل المؤسسات الأجنبية بالسوق الصينية بالإضافة إلى المنجزات التي حققتها الصين.
وأشار الرئيس الصيني هو جين تاو في مناسبة الذكرى العاشرة لانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية الى أنه بفضل سياسات البلاد لتعزيز الطلب المحلي ، فانه سيتم تحرير قوة مستهلكيها خلال السنوات الخمس المقبلة. ومن المتوقع أن تنمو مبيعات التجزئة في الصين بأكثر من 15% سنويا في السنوات الخمس القادمة وستتجاوز 32 تريليون يوان بحلول عام 2015.
وأصدرت شركة ماكينزي تقريرا في مارس 2011 أشارت فيه الى انه من المتوقع ان تتجاوز الصين اليابان لتصبح أكبر دولة لاستهلاك الكماليات في العالم بحلول عام 2015 ولتحتل 20% من اجمالي الكماليات المستهلكة في العالم. واعتبرت جمعية الكماليات العالمية ان هذا الرقم سيتحقق فى عام 2012.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار