٢٦ أكتوبر ٢٠١١

حكاية التجربة الصينية و الدول العربية

الحكاية ابتدأت بعد قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949، حيث نشطت مع بداية الخمسينيات العملية التنموية والصناعية، وبدأت الصناعة الصينية تمر بمرحلة الإنعاش والتنمية الشاملتين. وعملت الصين على تأسيسي صورة أولية لنظام الصناعة المتكامل نسبيا. ثم اقتحمت عالم صناعات البترول والكيماويات، ورسخت قدمها في أمور الفضاء والتكنولوجيا، وقدمت نفسها كدولة نووية كبرى معترف بها من قبل المجتمع الدولي، ومنذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي، شهدت الصناعة الصينية زخم نمو أسرع، وخلال الفترة من عام 1979 إلى عام 2003، بلغ معدل النمو الصناعي السنوي أكثر من 10% .

وبعد أكثر من خمسين عاما من النمو الصناعي، ازداد حجم الإنتاج الصيني للمنتجات الصناعية الرئيسية بعشرات الإضعاف حتى بمئات الإضعاف لبعضها. وتصدر أنواع عديدة من المنتجات الصناعية إلى مختلف أنحاء العالم. وظلت كمية إنتاج الصين لكل من الحديد والصلب والفحم والاسمنت والأسمدة والأجهزة التلفزيونية تحتل المركز الأول في العالم منذ عام 1996.

وفى عام 2003، قفزت القيمة المضافة للإنتاج الصناعي إلى 5.3612 تريليون يوان صيني، بزيادة قدرها: 12.6 % عما كان عليه في عام 2002. واليوم، أصبحت الصين ليست أهم الدول المنتجة لـــــ:الطائرات والسفن والسيارات فحسب، بل أهم الدول المنتجة كذلك لــــــ: الأقمار الصناعية ومعدات الصناعة الحديثة أيضا.

المتابع للوضع الصناعي والاقتصادي في الصين، يلاحظ أنه قد تشكل نظام صناعي مستقل ومتكامل الأقسام والمجالات. ناهيك عن توجهها إلى تطبيق استراتيجية تطوير التصنيع اعتمادا على تطوير القطاع المعلوماتي من اجل الإسراع بالنمو الاقتصادي الصيني.

فما الذي تمتلكه الدول العربية والشرق أوسطية للتفاخر به، وهل التاريخ الذي نبكي كل يوم على حائطه أسس لنا المجد، أو قدّم لنا الخيارات اللازمة للوقوف على أهم التجارب الصناعية والتقنية والاقتصادية والوقوف عليها؟ رغم كل ذلك التاريخ الإسلامي الغني بالعلوم والمعرفة والاكتشافات، والممتلئ بتنوع ثقافي لطالما ميّزها عبر التاريخ عن غيرها من الأمم، إلا أننا نجد أنفسنا اليوم أسرى المهاترات العقائدية، و"الأحفوريات" القبلية، تاركين مجالات العلوم المعرفة والتصنيع والإبداع والاكتشاف، مكتفين بدور المستورد الأبدي.

فهل آن أوان إعادة النظر في سياسات التفكير والتعليم؟

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار