١٨ ذو القعدة ١٤٣٢

الصين تشدد الرقابة على الإنترنت بـ «جدار الحماية العظيم»

تعزز سلطات الدعاية في الصين سيطرتها ورقابتها على الإنترنت بعدما أعرب الحزب الشيوعي الذي يكرس جزءا من مؤتمره العام اعتبارا من أمس، لوسائل الإعلام، عن قلقه من مخاطر حصول اضطرابات يروج لها هذا المنبر الحر كثيرا بنظره.

ويصل عدد مستخدمي الإنترنت في البلاد إلى نصف مليار شخص ما يثير قلقا متزايدا لدى بكين من قدرة ''الشبكة العنكبوتية'' على التأثير في الرأي العام فيما تبقي بموازاة ذلك على رقابة صارمة على وسائل الإعلام التقليدية.

في الأسابيع الأخيرة التقى مدير شؤون الدعاية في الصين لي تشانجتشون الذي يحتل المرتبة الخامسة في تراتبية الحزب، مديري محرك البحث ''بايدو'' الأكبر في البلاد.

وفي بكين دعا لي أيضا كبار المسؤولين الصينيين إلى التحرك أكثر من أجل السيطرة على الرأي العام في وقت تبدي الحكومة استياء متزايدا من ازدياد نفوذ خدمات المدونات الصغرى.

وتعتمد الصين من الآن نظاما متطورا جدا للرقابة على الإنترنت ملقبا باسم ''غريت فايروول'' (جدار الحماية العظيم) وهو تلاعب على الكلام بالإنكليزية يجمع بين ''غريت وول'' (سور الصين العظيم) و''فايروول'' وهو برنامج حماية من أمور غير مرغوب بها عبر الإنترنت.

إلا أن خدمات المدونات الصغرى المشابهة لتويتر أرغمت السلطات على تحسين جهودها من أجل مراقبتها.

فبعد حادث قطار أدى إلى وقوع أربعين قتيلا في تموز(يوليو) وجه مستخدمو المدونات الصغرى ملايين الرسائل المنتقدة لردة فعل السلطات على الكارثة.

وقد باغت سيل هذه الرسائل السلطات إذ إن الارتفاع الكبير جدا في عدد مواقع المدونات الصغرى يجعل الرقابة أقل فعالية أو يبطئ من سرعتها. فعدد مستخدمي خدمة المدونات الصغرى زاد أكثر من ثلاث مرات منذ نهاية عام 2010 وفقا لأرقام الحكومة.وقال لي أيضا إن على الصحف الرسمية التي وضع اثنان منها تحت إشراف بلدية بكين قبل فترة، أن ''تجد ساحة معركة جديدة'' في وجه ازدهار الإنترنت.

وأتت هذه التعليقات في وقت وعدت فيه الصين بالاقتصاص من ''الشائعات'' التي تسري عبر الإنترنت وهي عبارة تستخدم عادة للإشارة إلى الانتقادات التي تطول الحكومة.

والكثير من الشركات الناشطة عبر الإنترنت هي مؤسسات خاصة فتطرح الشبكة الافتراضية تحديات جديدة للسلطة المعتادة على تعطيل المحتويات التي تعتبرها حساسة سياسيا.

ويقول الخبير في شؤون وسائل الإعلام الصينية شياو كيانغ إن المدونات الصغرى تشكل شبكة واسعة يمكن أن تبث المعلومات عبرها ''بسرعة لا سابق لها''.

ويوضح الأستاذ في كلية الصحافة في بيركلي في كاليفورنيا ''هذا يشكل تحديا كبيرا لسيطرة الحزب الأيدولوجية والاجتماعية''.ويضيف ''ثمة ارتفاع في عدد الاضطرابات الاجتماعية في صفوف طبقات المجتمع الصيني المختلفة وفي كل منطقة تقريبا من الصين''. ويتابع قائلا ''مع أن رقعة الحوادث محدودة إلا أنها قد تؤدي غالبا إلى نشر دوافع الاحتجاج لتطول طبقات أخرى من المتجمع عبر الإنترنت ولا سيما المدونات الصغرى''.

والشهر الماضي قال رئيس شركة ''سينا'' العملاقة مالكة أكثر خدمات المدونات الصغرى شعبية في الصين إن شركته وضعت ''آليات'' لمواجهة ''المعلومات الخاطئة والشائعات''. وكان مسؤولون كبار من الحزب الشيوعي قد زاروا قبل ذلك الشركة فضلا عن موقع ''يوكو'' لتبادل أشرطة الفيديو.ولا تتوقع آن-ماري برادي الخبيرة في شؤون الدعاية في الصين أي تساهل من قبل السلطات في هذا الإطار. وأوضحت لوكالة الصحافة الفرنسية ''يتوقع أن تحافظ دائرة الدعاية المركزية على إشراف صارم على وسائل الإعلام الصينية في الفترة التي تسبق المرحلة الانتقالية في زعامة البلاد (نهاية عام 2012 ومطلع عام 2013) وبعد الربيع العربي''.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار