٢٠ رمضان ١٤٣١

كاشغر «حجر اليشم» على طريق الحرير



كاشغر الواقعة اليوم في إقليم «شينجيانج» الصيني أبعد حاضرة إسلامية عن بلاد العرب باتجاه الشرق، رغم المحن والنوائب التي حلت بها، فإنها ما برحت تعبر عن مجدها الغابر ووجهها الإسلامي بلسان أعجمي تختلط فيه المفردات العربية باللغة الإيغورية التركية وبالكلمات الصينية من دون التخلي عن الحرف العربي كلما غفلت عنهم عيون السلطات الصينية. و»كاشغر» كلمة صينية تعني «حجر اليشم»، وذلك لشهرة المدينة منذ القدم بصناعة الأدوات والحلي من هذا الحجر الكريم، وقد استوطنتها عناصر من قبائل الترك الجوابة قبل أكثر من ألفي عام، ولذا عرفت قديما بأنها أهم مدن «التركستان الشرقية»، ولكن بعد اجتياح القوات الشيوعية الصينية للإقليم في عام 1949م. عرفت المنطقة إدارياً باسم «شينجيانج» أي المستعمرة ولكن السكان يرفضون هذه التسمية.
اكتسبت «كاشغر» أهميتها من موقعها الحيوي على طريق الحرير الذي كان يربط بين الصين وغربي آسيا وأوروبا فهي تقع على عتبة الصين من جهة الغرب قبيل جبال «كونلون» الشاهقة ومن ثم كان التجار المتجهون من الصين إلى الغرب يستريحون بها ويتزودون بالمؤن قبل تسلق الجبال أما القادمون من الغرب فقد كانت كاشغر أول ما يصادفهم عقب نزولهم فيقيمون بها لالتقاط أنفاسهم ولتلقي العلاج الطبي. وتدريجياً تحولت لمركز تجاري شهير بفضل المهارة التجارية لسكانها من الأتراك وملتقى في ذات الوقت للثقافات المعروفة في آسيا. وتشير الأدبيات الصينية القديمة إليها كمدينة أجنبية سماها الرحالة الصيني «تشانغ تشيان» «سولة» عندما زارها وهو في طريقه إلى الخليج العربي في رحلة استكشافية حوالي عام 128 ق. م. بينما وصل إليه الإغريق في عام 150م.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار