١١ رمضان ١٤٣١

المسلمون في الصين يصومون أطول رمضان منذ 25 عاما



يستقبل الصينيون شهر رمضان بالسعادة والسرور والجميع يتبادلون الأحاديث والتهاني بقدومه، وتمتلئ المساجد بالمصلين، حيث يمتاز أغلب أئمة المسلمين في الصين بالصوت العذب الجميل عند قراءتهم القرآن الكريم.

ولا يقتصر دور المساجد الصينية في شهر رمضان فقط على أداء الصلاة وتنظيم الندوات، بل تقوم أيضا بتنبيه المسلمين على مواعيد الإفطار والإمساك بوسائل مختلفة، وقد تقدم بعض المساجد الإفطار الجماعي للمسلمين، وهذا العام استقبل المسلمون شهر رمضان في فصل الصيف، حيث هناك 17 ساعة بين طلوع الشمس وغروبها في الصين وهي فترة الصيام، كما أنه أطول رمضان خلال السنوات الـ 25 الماضية بالنسبة للصينيين، ويرى الصينيون المسلمون أنهم يستفيدون من الصيام كثيرا لا سيما في النواحي الصحية مستلهمين ذلك من الأدلة الكافية في الطب الحديث التي تؤيد الجوانب الشرعية، يقول المسلم الصيني وانج: «لقد وجدنا أنه على المستوى العلمي، أن الصيام يقوم بتنظيف البطن والجسم عموما. لكنني أعتقد أن الاختبار الروحي هو أهم شيء. فخلال فترة الصيام عندما لا تتناول الطعام والماء على الرغم من شعورك بالجوع والعطش وعندما تقاوم رغباتك في القيام بالأعمال التي اعتدت على القيام بها من قبل فإنك بذلك تقوي إرادتك وتعود نفسك على الصبر. وهذا اختبار روحي للبشرية».

ويشير إلى أن الأغنياء ينفقون بسخاء من أموالهم ، ويعطون فقراء المسلمين، وتمتلئ المساجد بالموائد الرمضانية الغنية بشتى أنواع المأكولات، وكل مسلم يأتي إلى المسجد وقد أحضر من بيته ما يستطيع حمله من المأكولات والمشروبات حتى يشارك إخوانه وحتى يستمتع بتناول الإفطار بين إخوانه، ومن ثم يصرف المسلمون إلى صلاة التراويح والتهجد، وكذا دروس توعيه دينية يقوم بها الأئمة في المساجد. والثاني: المناطق التي لا تكون قليلة الكثافة من المسلمين، ولكن المسلمين يشكلون أعدادًا لا بأس بها قد تصل إلى عشرات الآلاف، وهنا يكون الجو الرمضاني أقل حيوية من النوع الأول.

ويؤكد أن من عادات مسلمي الصين قبيل حلول شهر رمضان، أن تنشط جهود التوعية الدينية المُتعلِقة بالصوم، وما إن يأتي شهر رمضان حتى تمتلئ مساجد الأقاليم الإسلامية بالمصلين، وتمتلئ البيوت بالحلوى الخاصة، وتقام حلقات الدرس التي يقدم فيها أئمة المساجد الدروس للمسلمين، وخاصة تلك التي تتعلق بالصوم وآدابه، وتُوجَد كذلك في مناطق المسلمين المقاصف والمطابخ الإسلامية وتُقدَّم الكعك والحلويات التقليدية.

ويشير باي تسنج فو رئيس لجنة إدارة مسجد «نيوجيه» إلى أنه كان مسرورا أن أحد أشهر رمضان صادف الشتاء البارد. ومن أجل ألا يصاب المصلون بالبرد، جعلت الحكومة مسجد نيوجيه أول وحدة تستخدم الغاز في تسخين الماء والتدفئة في منطقة شارع نيوجيه من أجل تسهيل إفطار المسلمين في رمضان، كان المسجد يعد الماء الساخن والفطور الساخن للمسلمين الذين يهتمون بشؤون المسجد يوميا.

كما تستقبل الجاليات العربية شهر رمضان المبارك كما هو الحال في بلادها العربية، فتتجمع لأداء صلاة التراويح في مسجد السفارة السودانية، الذي يتدفق إليه الكثير من العرب من مختلف الجنسيات. وفي فناء السفارة السودانية يسود جو من السعادة والسرور والجميع يتبادلون الأحاديث والتهاني بقدوم شهر رمضان.

مساجد الصين

من جانب آخر، ننتقل للحديث عن المساجد في الصين حيث يعد مسجد هوايشنج (الحنين إلى النبي) أقدم المساجد الصينية، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 1300 ميلادية إبان عهد أسرة تانج، ويقال أن الذي شيده هو الصحابي الجليل سعد بن أبى وقاص، وتمثل المئذنة البيضاء للمسجد تحفة معمارية فريدة إضافة إلى ما تحمله من معان شديدة الأهمية بالنسبة لعموم مسلمي الصين، وأدرجت الحكومة المركزية المسجد على القائمة الوطنية للمواقع الأثرية الخاضعة للحماية على مستوى الدولة.

كما يقدم المسجد مصاريف السفر للمسلمين العابرين الذين لديهم صعوبات اقتصادية ويقدم منحة دراسية إلي أبناء المسلمين المحليين الذين يواجهون صعوبات مالية في دخول المدرسة ويمنح 500 يوان صيني من المنحة الدراسية لكل من يلتحق بالجامعة، ويتبرع بالأموال لمساعدة المناطق الفقيرة لتعميم التربية والتعليم فيها. فمثلا تبرع المسجد بأموال لمساعدة مدرسة تونج لي الابتدائية بقرية ناتونج في محافظة لونج أن لشراء الطاولات والكراسي وغيرها من اللوازم الدراسية. وعلاوة على ذلك، من أجل تعزيز إدارة المقبرة العامة لقومية هوى المسلمة، أسس المسجد قاعة جنازة على مساحة 300 متر مربع في داخل المقبرة.

ومن بين المساجد الصينية مسجد دونجسي ومسجد نيوجيه أشهر وأقدم مسجدين في بكين، يعود تاريخهما إلى أكثر من 500 عام وأكثر من ألف عام كل على حدة. ومنذ تأسيس الصين الجديدة عام 1949، مولت حكومة الصين مرات وبمبالغ هائلة لترميم هذين المسجدين اللذين يجمعان أسلوب القصر الصيني القديم والأسلوب العربي.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار