٠٤ جمادى الآخرة ١٤٣١

العلاقات الصينية العربية تمر في أزمة غير متوقعة!!


نشب خلاف يوم الجمعة 14 أيار الحالي بين الصين ووزراء الخارجية العرب الذين يشاركون في أعمال الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني بعد رفض المسؤولين الصينيين التوقيع على بيان مشترك يعتبر القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

ونقلت قناة (الجزيرة) الإخبارية عن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية قوله: (إنه على الصين أن تقف إلى جانب العرب في قضاياهم لكي يقفوا إلى جانبها في القضايا التي تهمها).

وأضاف موسى: (إننا نحتاج إلى الموقف الصيني في دعم القضايا العربية كما تحتاج الصين إلى المساندة العربية في القضايا التي تهمها) مشيراً إلى أنه على المسؤولين الصينيين أن يدركوا هذه الحقيقة.

وفوجئ الوفد العربي الذي يشارك في أعمال الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني والمنعقد بمدينة (تيانجين) الساحلية برفض المسؤولين الصينيين في اللحظات الأخيرة التوقيع على البيان الذي يؤكد اعتراف الصين بأن القدس الشرقية هي مدينة محتلة وهي عاصمة للدولة الفلسطينية.

ويرى محللون بأن الموقف الصيني يرجع إلى عدة أسباب بينها أن الدول العربية أصبحت تركز في اتصالاتها مع بيجين خلال الأعوام الماضية على الملف النووي الإيراني وهو ما جعل قضية فلسطين وهي قضية العرب الرئيسة تحظى بِأهمية أقل.

وسَعت الصين خلال الفترة الأخيرة إلى جعل العلاقات بينها وبين الدول العربية قائمة على الجانب الاقتصادي بعيداً عن القضايا السياسية وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي.

كما أن الصين سعت إلى إقامة علاقاتها مع الدول العربية من خلال أطر ثنائية حيث أن هذا التوجه يشتت التركيز العربي حول القضايا الإستراتيجية.

إضافة إلى التكنولوجيا العسكرية التي تقدمها الدولة العبرية للصين رغم معارضة أمريكا.

لقد انطلقت الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني انطلقت أعماله يوم الخميس 13 أيار الحالي بمدينة "تيانجين" الساحلية تحت شعار "تعزيز التعاون الشامل وتحقيق التنمية المشتركة".

وبانعقاد الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في يومي الثالث عشر والرابع عشر من الشهر الحالي في مدينة تيانجين. يكون المنتدى قد دخل سنته السابعة هذا العام.

وللفائدة نستعرض مراحل تطور المنتدى منذ إنشائه عام 2004م .

قام الرئيس الصيني هو جين تاو يوم الثلاثين من يناير عام 2004م بزيارة لمقر جامعة الدول العربية في القاهرة حيث التقى بالأمين العام لجامعة عمرو موسى وممثلين من 22 دولة عضوا في جامعة الدول العربية. وبعد اختتام الاجتماع، أصدر وزير الخارجية الصيني السابق لي تشاو شينغ وعمرو موسى بيانا مشتركا بشأن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. وكان الهدف من المنتدى هو تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء في المنتدى ودفع السلام والتنمية، ويشمل المنتدى الاجتماع الوزاري واجتماع المسؤولين رفيعي المستوى واجتماع رجال الأعمال واجتماع المداولة للعلاقات الصينية العربية أي الحضارة الصينية العربية واجتماع الصداقة واجتماع التعاون الصيني العربي بشأن الطاقة ومنتدى التعاون الصحفي الصيني العربي.

أقيمت الدورة الأولى للاجتماع الوزاري في يوم الرابع عشر من سبتمبر عام 2004 في مقر جامعة الدول العربية بحضور وزير الخارجية الصيني السابق لي تشاو شينغ والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وممثلين من الدول الأعضاء ونوقش فيها موضوع "كيفية المزيد من تطوير العلاقات الصينية العربية في المرحلة الجديدة" و"كيفية بناء المنتدى وخطته التالية". وتم فيها توقيع "إعلان منتدى التعاون الصيني العربي" و"خطة العمل لمنتدى التعاون الصيني العربي". وأكد فيها الجانبان على ضرورة أن تتبادل الصين والدول العربية دعم الجهود المبذولة لحماية الاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي، كما أكد فيها الجانبان على أهمية التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي. وأكد فيها الجانبان أيضا على تبني إجراءات إيجابية لدفع التبادلات والتعاون الصيني العربي في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والثقافة والإعلام والصحة وغيرها.

في الفترة من يوم الواحد والثلاثين من أيار إلى الأول من حزيران عام 2006م، أقيمت الدورة الثانية للاجتماع الوزاري في بكين العاصمة الصينية بحضور عمرو موسى والوزراء من 15 دولة عربية. وطرح الرئيس الصيني هو جين تاو اقتراحاً من أربع نقاط أثناء لقائه مع ممثلي الدول العربية، هو:

تعزيز التعاون السياسي لتمتين وتطوير أرضية العلاقات السياسية الصينية العربية؛ وتعزيز التعاون الاقتصادي لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك؛ تعزيز التعاون الثقافي لنشر الصداقة التقليدية ؛ تعزيز التعاون الدولي لدفع السلام والاستقرار.

وأعرب فيها الجانبان عن أملهما في حل المشاكل والنزاعات المخلفة من التاريخ عبر التشاورات الودية والمفاوضات السلمية، بما فيه النزاعات حول جزر طونب الصغرى وطونب الكبرى وأبو موسى، واستنكر الجانبان الإرهاب بشتى أشكاله وأعربا عن رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف، مؤكدين على ضرورة احترام الوحدة والسيادة وسلامة الأراضي لكل من العراق والسودان والصومال. كما توصل فيها الجانبان إلى اتفاقية لمواصلة بناء الشراكة الجديدة الطراز القائمة على أساس المساواة والتعاون الشامل. ووقع الجانبان بعد الاجتماع (بيان الدورة الثانية للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي) و(البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي خلال عامي 2006 و2008م) و(البيان المشترك حول التعاون بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وجامعة الدول العربية في حماية البيئة) و(مذكرة التفاهم حول إنشاء آلية التعاون لاجتماع رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي).

في الفترة من يوم الواحد والعشرين إلى يوم الثاني والعشرين من أيار عام 2008م، أقيمت الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في المنامة عاصمة البحرين بحضور وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي وممثلين من 22 دولة عربية وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ويبلغ عدد الحاضرين نحو 200 شخص. في مراسم افتتاح الدورة، وقف جميع الحاضرين حداداً على ضحايا زلزال ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الصينية. وأعرب الجانب العربي عن تعاطفه ومواساته لحكومة الصين وشعبها. كما أكد الجانب العربي على أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين، وتايوان هي جزء لا يتجزأ من أراضي الصين.

وتوصل الجانبان إلى توافق على دعم سورية في استعادة مرتفعات الجولان وفقا لقرارات الأمم المتحدة المعنية ودعم الحفاظ على نظام منع الانتشار النووي. كما أعار الجانبان اهتماماً بالغاً لمشكلة تغير المناخ، موافقين على تعزيز التعاون لمواجهة تغير المناخ بغية دفع التنمية المستدامة، وأعرب الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التعاون في مجال الإعلام لدفع الصداقة بين الشعب الصيني والشعوب العربية. ووقع الجانبان بعد الاجتماع (بيان الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي) و(البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي خلال عامي 2008 و2010م) و(البيان المشترك حول التعاون بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وجامعة الدول العربية في حماية البيئة لعامي 2008 و2009م) و(مذكرة التفاهم بين المجلس الصيني لتشجيع التجارة الدولية وسكرتارية جامعة الدول العربية حول آلية ندوة الاستثمار)، وقد وصل التبادل التجاري بين الصين والدول العربية عام 2009 إلى ما قيمته (105) مليار دولار.

لقد كانت العلاقات الصينية العربية منذ بداياتها مشجعة لتفهمها حقيقة الصراع العربي الصهيوني ومساندتها لقضايا العرب وفي مقدمتها قضية فلسطين، منذ ظهور الصين كدولة مؤثرة على الساحة العالمية واحتلالها مقعد دائم في مجلس الأمن، فما الذي جعل هذه الدولة الصديقة التقليدية للعرب منذ أكثر من نصف قرن تحجم عن التوقيع على بيان يعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية؟!

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار