١٣ ربيع الأول ١٤٣١

تداعيات الرنمينبي القوي تلوح في الولايات المتحدة


يقدر معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أن الرنمينبي أقل من قيمته الحقيقية مقابل الدولار بنسبة 41 في المائة. وقد تم التقاط هذا التقدير على نطاق واسع في الولايات المتحدة، الأمر الذي يضيف إلى الرأي الشائع بأن لدى الصين ميزة كبرى غير عادلة نتيجة للأزمة.

تضج الأسواق المالية كذلك بشائعات مفادها أن الصين على وشك اتخاذ خطوة تتعلق بالعملة. وقد تسبب جيم أونيل، الاقتصادي في جولدمان ساكس، ومبتكر مصطلح Brics (مجموعة النامية المؤلفة من البرازيل، روسيا، الصين، والهند)، في خضة في الأسبوع الماضي، حين قال «إن شيئاً ما يختمر في بكين».

ليس هذا هو مكان ترديد الحجج بشأن رفع قيمة العملة، ما عدا القول إن هذه الحجج أصبحت أقوى، بينما يرتفع التضخم الصيني. ولم يكن معهد بيترسون يوصي بالفعل برفع قيمة العملة الصينية مقابل الدولار بنسبة 41 في المائة، لكنه كان يحاول تحديد رقم لمستوى تخفيض القيمة. ومعظم الاقتصاديين يتوقعون زيادة معتدلة للغاية في قيمة الرنمينبي.

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن إعادة تقييم بذلك المستوى يمكن أن تفاقم المخاوف الكامنة وراء فيلم مثل «الفجر الأحمر» الجديد. وإذا كان الهدف هو جعل ساحة المنافسة عادلة للجميع، فبدلاً من ذلك يمكن أن يغير الطريقة التي ينظر بها كثيرون إلى الصين.

الاقتصاد الصيني في الوقت الراهن هو ثالث أكبر اقتصاد في العالم، إذا قيمناه بالدولار ـ يأتي قريباً من اليابان. وزيادة قيمة الرنمينبي 41 في المائة يمكن أن تنقل الاقتصاد الصيني ليتجاوز الاقتصاد الياباني بمسافة طويلة، وتجعله معادلاً لنصف اقتصاد الولايات المتحدة. وحين توقع أونيل إمكانية أن تتجاوز الصين الولايات المتحدة بحلول عام 2027، سخر بعضهم من ذلك.

إن الصين تبدو قزماً من حيث الإنفاق على البحث والشؤون العسكرية أمام الولايات المتحدة، التي تظل كذلك لسنوات مقبلة. لكن بعد مثل هذه الزيادة في قيمة العملة، فإن الميزانيات الصينية الخاصة بذلك تصبح معادلة لربع ميزانيات الولايات المتحدة، الأمر الذي ربما يكفي لجعلها تبدو تهديداً تنافسياً حقيقياً.

أحد الأمور التي لن تتغير هي قيمة الاحتياطيات المالية الأجنبية الصينية العملاقة التي كانت موضع كثير من الغضب الذي في غير محله، من أن الصين أصبحت بنك إقراض الولايات المتحدة. لكن ماذا عن البنوك التجارية الصينية؟ كان ICBC بالفعل هو أكبر بنوك العالم من حيث القيمة السوقية في العام الماضي. وإذا تم رفع قيمة العملة الصينية 41 في المائة، سترتفع قيمة أسهمه على البر الصيني، لتصبح قيمتها السوقية ضعف قيمة أسهم جيه بي مورجان شيز، أكبر بنوك الولايات المتحدة. وستصبح بتروشاينا أكبر بنسبة 50 في المائة من إكسون موبيل. وليست هناك جوائز على تخمين ما يمكن أن يقوله المصرفيون الأمريكيون للشركات الصينية.

بحلول تلك المرحلة ربما يهمهم الاقتصاديون بأن أسعار الصرف تعكس فقط الأسعار النسبية، وأن زيادة كبرى في قيمة الرنمينبي لن تمنح الحكومة الصينية رنمينبيا واحداً لتنفقه على العلماء، أو على الجنود.

لكن هناك نقطة أكثر أهمية. فحين تتم صياغة بعض الادعاءات المسرفة بأن هذا هو «القرن الصيني»، فإن كثيراً من الناس ـ وأنا من بينهم ـ يشيرون في الغالب إلى العقبات الكثيرة المنتظرة، ويؤكدون على حالة الفقر التي عليها الصين في الوقت الراهن. ومع ذلك، من المحتمل أن حقيقة كون العملة ظلت منخفضة بأساليب مصطنعة أخفت بالضبط ما وصلت إليه الصين.

إن فيلم «الفجر الأحمر» المجدد يقول شيئاً عن مواطن القلق التي تثيرها الصين بالفعل. وفي ظل عملة أقوى، فإن الصين ستلوح بصورة أكبر في الضمير الأمريكي. ذلك يمكن أن يعزز مفهوما بأن الصين ليست مجرد منافس قوي في المستقبل البعيد، وإنما هي تتحرك بخفة كي تصبح قوة اقتصادية وعسكرية معادلة للولايات المتحدة.

إن عبارة «كن حريصاً فيما تطلبه» ملائمة في اللغة الصينية، ملاءمتها في الإنجليزية.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار