١٤ محرم ١٤٣١

الصين ستواصل أداء دور بناء لدفع عملية السلام بالشرق الأوسط وتحقيق التنمية

"أطلب العلم ولو في الصين" بهذه العبارة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث صحابته على طلب العلم، ولأن الصين تبعد عن الدول العربية بمسافة طويلة، ولكن ذلك لم يعق أبدا تنمية علاقات الصداقة بينهما فحسب، بل كانت جذورها ضاربة في قديم الزمان.
ومع تباشير العام الجديد، صرح المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط وو سي كه فى مقابلة خاصة عن آراءه بشأن قضايا الشرق الأوسط، ومستقبل العلاقات بين الصين والدول العربية، وآليات التعاون الصيني العربي وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
منصب المبعوث الخاص للشرق الأوسط يعني مسؤولية وضغوطا

قال المبعوث وو إن مسؤولية المبعوث الخاص للشرق الأوسط يمكن تلخيصها في "دعوة إلى الحوار ودفع المفاوضات"، أي تبذل الصين جهودا في الدعوة إلى الحوار ودفع المفاوضات بين الأطراف المعنية بالشرق الأوسط، وكذلك إجراء اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي والتشاور معها في سبيل ايجاد حل لقضايا الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن.
وهنا يجدر بالذكر أنه قد زارمصر وفلسطين واسرائيل والأردن وسوريا ولبنان وروسيا على التوالي خلال فترة ما بين نهاية يونيو ويوليو لعام 2009 منذ توليه منصب المبعوث الخاص في مارس من العام الجاري، وبعد ذلك زار قطر والجزائر وسوريا وايران في فترة ما بين نهاية يوليو وبداية أغسطس الماضي.
وعندما تحدث المبعوث وو عن منصبه، قال "إن أكثر الانطباعات رسوخا لديّ حول منصبي يتمثل في نقطتين: الأولى، هي شرف، ويعتبر منصب المبعوث الخاص للشرق الأوسط أول منصب مبعوث خاص أنشأته الصين، وقناة مهمة لأداءها دورا بنّاء في قضايا الشرق الأوسط، فيشرفني للغاية أن أتولى هذا المنصب. والثانية، هي ضغوط، لأن قضايا الشرق الأوسط ظلت موجودة منذ زمن طويل، وقد استمرت على مدى ستين سنة منذ حرب الشرق الأوسط الأولى، وتتعلق بمجالات سياسية واقتصادية وأمنية ودينية وغيرها من المجالات، فرغم أني قد تعاملت مع شؤون دبلوماسية على مدى أربعين سنة تقريبا، ولكنني مازلت أشعر بضغوط."
وقبل المبعوث وو كان هناك مبعوثان خاصان، وهما المبعوث وانغ شي جيه والمبعوث سو بي قان، وإنهما قد زارا منطقة الشرق الأوسط عدة مرات وارتباطا مع الأطراف المعنية، وبذلا جهودا كبيرة حتى يحظيا بتقدير واسع من الاقليم والدول والمجتمع الدولي. وقال المبعوث وو "إني سأبذل جهودا قصوى على أساس ما فعلاه من أجلها حتى تعزيز تبادل الاتصالات بين الأطراف المعنية وتفعيل دور الصين البناء في قضايا الشرق الأوسط لتحقيق الأمن والاستقرار بهذه المنطقة في أسرع وقت ممكن."

الصين تبذل جهودا دؤوبة لتحقيق الأمن والازدهار والتناغم في منطقة الشرق الأوسط

وأضاف المبعوث وو أن الصين ظلت تبذل جهودا دؤوبة لتحقيق الأمن والازدهار والتناغم في منطقة الشرق الأوسط، ولأنها تأمل وترغب في ذلك. وتعمل على الدعوة إلى الحوار والمفاوضات وملتزمة بأن الحوار أفضل الطرق لتسوية الخلاف وتحقيق السلام، وتشجع الأطراف المعنية بها على الاحترام المتبادل والتعايش المتناغم، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاستماع إلى مخاوف الناس في الشرق الأوسط حتى تحقيق السلام العادل والمستمر،هـذا من جهة ومن جهة أخرى تسعى الصين إلى التنمية المشتركة وتعزيز التعاون الفعلي مع الدول بالشرق الأوسط في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والاستثمار والصيرفة والسياحة وإعداد الموارد البشرية وغيرها من المجالات في إطار مبدأ الاستفادة من بعضهما بعضا وتحقيق المنفعمة المتبادلة لصالح شعوب الجانبين واعطاء قوة دافعة للتنمية الاقتصادية في هذه المنطقة. وفضلا عن ذلك، تدعو الصين المجتمع الدولي إلى تعميق معرفته لتاريخ الشرق الأوسط وثقافته ودعم التفاهم بين دول الشرق الأوسط من أجل تعايشها المتناغم.
وفي حديثه عن عملية السلام بالشرق الأوسط أشار إلى أنه ينبغي على الأطراف المعنية توسيع صدرها وفعل ما ترغب فيه الشعوب وإبداء رغبتها الصادقة وحُسن نيتها حتى يتم استئناف محادثات السلام في أسرع وقت ممكن من أجل تهيئة ظروف صالحة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي بين "دولتي فلسطين واسرائيل" على أساس القرارات المعنية للأمم المتحدة ومبدأ "الأرض مقابل السلام" و"المبادرة العربية للسلام" و"خارطة الطريق" وما إلى ذلك من الخطوات. وفي السنة الجديدة، ستتابع الصين نهجها العادل باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي وتعزز التبادل والتنسيق مع الأطراف المعنية لأداء دور بناء في سبيل دفع عملية السلام بالشرق الأوسط وتعزيز السلام الإقليمي وتحقيق التنمية.

العلاقات الصينية والعربية تتقدم نحو عام 2010 يدا بيد

وقال المبعوث وو إن تنمية العلاقات بين الصين والدول العربية لعام 2009 تتجسد فيما يلي: أولا، تم تكثيف تبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين الصين والدول العربية في عام 2009 وصولا لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة بينهما، حيث زار الرئيس الصيني هو جين تاو المملكة السعودية في فبراير الماضي، وزار رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو مصر وحضر الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في نوفمبر الماضي، وألقى كلمة بعنوان ((احترام تنوع الحضارات)). وفي ابريل الماضي، زار وزير الخارجية يانغ جي تشي مصر وفلسطين واسرائيل وسوريا، وطرح خمسة اقتراحات بشأن دفع عملية السلام بالشرق الأوسط، وبعد ذلك زار الأردن في أغسطس الماضي. وبالإضافة إلى ذلك، زار الصين أمير الكويت ووزراء بعض الدول العربية في هذه السنة.
وثانيا، التعاون الثنائي في مجال الطاقة والاقتصاد يتقدم بخطوات ثابتة. وصمد التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي أمام الأزمة المالية العالمية بشكل جيد نسبيا، وحقق الجانبان تطورا في التعاون في مجال الطاقة ومقاولة المشاريع الكبيرة.
وثالثا، واصل التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية تحقيق انجازات جديدة، حيث نجح الجانبان في عقد اجتماع كبار المسؤولين السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي، والدورة الثالثة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب للمنتدى أي ندوة الاستثمارات الأولى، والدورة الثالثة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، والندوة الأولى للعلوم والبحوث والتعليم العالي بين الصين والدول العربية، وافتتاح رسمي لموقع المنتدى، واعتماد شعار المنتدى وغيرها من الأعمال.
وأشار المبعوث وو إلى أن الوضع الدولي يشهد تغيرات معقدة وعميقة، ولا تزال التأثيرات الناتجة عن الأزمة المالية العالمية موجودة، وأصبح إصلاح النظام الاقتصادي الدولي وتغير المناخ وغيرها من المواضيع محور اهتمام كل جانب. ويجب على الصين والدول العربية تعميق التعاون والتغلب على التحديات حتى يستفيدا من بعضهما البعض. وفي السنة المقبلة، تحدونا ثقة بأن الجانبين سيعززان تبادل الزيارات الرفيعة المستوى بينهما ويعمقان تعاون المنفعة المتبادلة ويدفعان تعميق التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والأمنية وغيرها من المجالات في سبيل تشكيل علاقة شراكة صينية عربية جديدة للسلام والتنمية المستدامة. وسينعقد الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني والعربي في الصين، ويبذل الجانبان جهودا قصوى للاستعداد له لعقده بنجاح والارتقاء بالتعاون الصيني العربي إلى مستوى أرفع ودفع تقدم العلاقات الودية بين الصين والدول العربية نحو الأمام في العصر الجديد.

منتدى التعاون الصيني والعربي: منبر مهم للتعاون والحوار

أوضح المبعوث وو أن منتدى التعاون الصيني والعربي ظل يشهد تحسنا وتكاملا مستمرين في بناء الآليات وتنوعا في النشاطات بفضل الجهود المشتركة من الجانبين الصيني والعربي خلال هذه السنوات الخمس بعد تأسيسه، ويزداد تأثيره في الصين والدول العربية، وينفذ التعاون المتعدد المجالات والمستويات في إطار كل آلية تنفيذا منظما وفعالا، وحتى الآن قد نجح المنتدى في إقامة ثلاث دورات للاجتماع الوزاري وستة اجتماعات لكبار المسؤولين والمستشارين السياسيين، وأسس أكثر من عشر آليات مثل مؤتمر رجال الأعمال أي ندوة الاستثمار والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، والتعاون في حماية البيئة، ومؤتمر التعاون في الطاقة ومنتدى التعاون الإعلامي، وتبادل اقامة المهرجانات الثقافية ، وإعداد الموارد البشرية وما إلى ذلك.
والآن، قد أصبح المنتدى منبرا مهما للحوار الجماعي والتعاون العملي حتى يعتقد بعض الأصدقاء العرب أنه أكثر منتدى نجاحا أقامته الدول العربية مع دول أخرى أو أقاليم أخرى. ونستطيع أن نرى من ذلك بسهولة أن المنتدى يلعب دورا ايجابيا في دفع تطور العلاقات الودية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليم. وفي المرحلة القادمة، سيشارك الجانب الصيني في جهود الجانب العربي لدفع "منتدى التعاون الصيني والعربي" للتقدم نحو الأمام، والتطور ليصب في صالح كل الشعوب من الجانبين.

خلفية:
السفير وو سي كه، تولى منصب المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط في اليوم الـ19 من مارس عام 2009، وكان قد تولى عدة مناصب قبل ذلك، بما فيه رئيس قسم شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية، والسفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية، والسفير الصيني لدى جمهورية مصر العربية والممثل الصيني لدى جامعة الدول العربية.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار