٢٨ ربيع الأول ١٤٣٠

طب قومية هوي

يرجع تاريخ طب هوي إلى أكثر من 1300 عام، وهو كنز لم تكتشف درره كلها بعد. يجمع طب هوي بين الطب الإسلامي والطب الصيني التقليدي.
بينما كانت أوروبا غارقة في الظلام في حقبة العصور الوسطى، كانت الدولة الإسلامية منارة عظيمة للعلم، وكانت الصين القديمة في أوج ازدهارها سياسيا واقتصاديا وثقافيا، في ظل حكم أسرة تانغ (618 – 907م).
مع ازدهار الدولة الإسلامية وانتشار الإسلام في أرجاء الأرض، هاجر عدد من المسلمين من جزيرة العرب وبلاد فارس إلى الصين وأقاموا فيها، فوضعوا بذور ما صار يسمى بعد ذلك بقومية هوي في الصين. أتى المسلمون إلى الصين ومعهم علوم الطب الإسلامي، ومعها العقاقير والتوابل ووصفات العلاج والكتب الطبية الخ. وعلى مدى سنوات، امتزج الطب الإسلامي مع الطب الصيني التقليدي، فظهر ما اُصطلح على تسميته "طب هوي" كأحد فروع طب الأقليات العرقية في الصين، ومثل الطب المنغولي والطب الويغوري والطب التبتي.
على مدى ألف عام أو ينيف، تطور طب هوي، وألف علماء الطب من أبناء هوي مراجع طبية مشهورة، مثل ((هوبنتساو))، أي ((العقاقير الشافية الخارجية))، للعالم الطبيب تشنغ تشيان (685 – 764م)، و((هايياو بنتساو))، أي ((الأدوية والعقاقير الشافية الخارجية))، و((هويهوي ياوفانغ))، أي ((وصفات هوي)). ومن مؤلفات طب هوي في فترة أسرة يوان (1271 – 1368م)، ((ينشان تشنغياو))، أي ((معارف الشراب والطعام))، للعالم هو سي هوي، و((رويتشوتانغ جينغيانفانغ))، أي ((وصفات صيدلية رويتشوتانغ)) الخ.
في فترة أسرة تشينغ (1644 – 1911م)، تعرض أبناء قومية هوي لقمع شديد، والتهمت نيران القتال والحروب معظم المراجع الطبية باللغتين العربية والفارسية. ولكن بقيت كتب طبية باللغة الصينية مثل ((هايياو بنتساو))، و((هويهوي ياوفانغ))، و((ينشان تشنغياو))، و((رويتشوتانغ جينغيانفانغ)).

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار