١٧ جمادى الآخرة ١٤٣١

"القمة الكورية اليابانية الصينية"



فتحت كوريا الجنوبية واليابان والصين صفحة جديدة في كتاب علاقات التعاون فيما بينها .
فقد أقرت الدول الثلاث خريطة طريق مدتها عشر سنوات ، تتضمن رؤية مستقبلية للتعاون في منطقة شمال شرق آسيا ، وذلك خلال القمة الثلاثية التي اختتمت في جزيرة جيجو الكورية أمس الأحد.
كما اتفقت الدول الثلاث أيضا على استمرار التشاور فيما يخص قضية غرق السفينة تشون آن ، والتعامل مع القضية بشكل ملائم .
وهكذا يبدو أن تلك القمة لم تكن مثل غيرها من القمم التي تنفض عن مجرد إعلان أو دعوة للمزيد من التعاون ، بل أرست قاعدة للتعاون الثلاثي بطريقة أكثر فاعلية، كما تعاملت مع القضايا الحساسة بشكل مباشر ، ومن بينها قضية غرق السفينة تشون آن .
وكانت أعمال القمة التي شارك فيها الرئيس الكوري لي ميونغ باك ، ورئيسا وزراء اليابان : يوكيو هاتوياما ، والصين : وين جيا باو ، قد بدأت يوم السبت الماضي واستمرت يومين ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها مثل تلك القمة على مدار يومين .
وقد اجتذبت القمة المزيد من الاهتمام أيضا لأنها جاءت في أعقاب الإعلان عن نتائج التحقيقات في قضية غرق السفينة تشون آن ، والتي أثبتت تورط كوريا الشمالية في إغراق السفينة.
وقد حققت القمة تقدما جوهريا في موضوعين أساسيين ، وهما : وضع رؤية للتعاون الثلاثي للعقد القادم ، وحدوث تغير طفيف في الموقف الصيني تجاه قضية تشون آن.
وفي هذا السياق اتفقت الدول الثلاث على خطة عمل محددة للتعاون الثلاثي ، بعنوان "رؤية للتعاون-2020" ، وهي الخطة التي ستقود مستقبل التعاون بين الدول الثلاث خلال السنوات العشر القادمة .
كما تم أيضا الاتفاق على إنشاء سكرتارية دائمة للتعاون الثلاثي يكون مقرها في كوريا ، حيث تتركز مهامها على دعم الاجتماعات التشاورية بين الدول الثلاث ، بما في ذلك مباحثات وزراء الخارجية ، بالإضافة إلى تنظيم الجهود الهادفة لتفعيل التعاون المشترك.
ويبدو أن كوريا سوف تقود مستقبل عملية التعاون بين الثلاث ، التي يبلغ إجمالي حجم اقتصاداتها مجتمعة الثالث عالميا ، بعد كل من "اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية" ، والاتحاد الأوربي.
وفيما يتعلق بحادث تشون آن ، أعربت الحكومة الكورية عن تقديرها لحدوث تغير في الموقف الصيني ، الذي اعتبر بمثابة خطوة إلى الأمام .
كما أعرب رئيسا الوزراء الياباني والصيني عن تقديرهما لنتائج التحقيقات الدولية في حادث غرق السفينة تشون آن .
وأكدت الدول الثلاث على ضرورة الاستمرار في التشاور حول القضية ، والتعامل معها بشكل مناسب ، بما يضمن الاستقرار والسلام في منطقة شمال شرق آسيا .
ويعتبر ذلك الاتفاق ، بالنسبة لكوريا الجنوبية أقل من المتوقع ، ولكن بالنظر إلى طبيعة العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية ، فقد كان من المهم جدا أن يقول رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو إن بكين لن تحمي أي طرف ، كما قدم تعازيه في ضحايا الحادث .
ومن ثم ، يتبين أن الهدف النهائي للقمة الثلاثية بين كوريا الجنوبية واليابان والصين ، هو فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بينها ، وترسيخ الاستقرار والسلام في منطقة شمال شرق آسيا ، من خلال اتخاذ خطوات منسقة وموحدة للتعامل مع قضية تشون آن.

أهم الأخبار

اليوم السابع

عشق الصين

سجل الزوار